عندما قرر أن يعترض، اختار وسيلة لم تخطر على بال أحد، لم يجلس على رصيف مجلس الشعب، ولم يرفع لافتة بمطالبه، ارتدى بدلته الأنيقة ورابطة عنقه ونظارته الطبية، والتقط صورة أرفقها بإعلان إضرابه عن الطعام من خلال صفحته على «فيس بوك»، ملخصا السبب فى موقفه ب«إضرابى عن الطعام من أجل الثورة والوطن وشعب مصر». عادل السعيد 58 سنة، دخل فى إضراب عن الطعام منذ 16 مايو الماضى، حاصل على مؤهل دراسى «ثانوية عامة»، وأكمل تعليمه فى إيطاليا. الفساد الذى رآه خلال السنوات الماضية كان دافعه للإضراب، يقول هذا لكنه لا يجيب عن سؤال: لماذا إذن لم تقدم على خطوة الإضراب فى عهد الرئيس السابق؟ يحكى قصته: كنت أعمل مع كبار الموردين لشركة «عمر أفندى»، ورأيت الفساد بعينى، ليس لى مطلب شخصى، لكننى معترض على وجود النائب العام الذى يمنع وصول بلاغات الفساد إلى القضاء، وقدمت ضده عددا من البلاغات دون جدوى أو التفات لأى من مطالبى، لذا قررت أن أضرب عن الطعام. بدأ السعيد كفاحه ضد الفساد منذ عهد مبارك، طلب مقابلته لكن طلبه لم يتحقق، فطلب مقابلة النائب العام، إلى أن وصلت مصر إلى المشير، فطلب مقابلته، لكن دون جدوى -حسب وصفه- لذا قرر الإضراب، واشترط للخروج منه مقابلة المشير لإبلاغه بما يملك من معلومات. السعيد اتبع الإجراءات اللازمة قبل دخوله فى الإضراب، حيث أبلغ وزارة الصحة، والنائب العام والمجلس العسكرى من خلال محاميه، وبالفعل تابعت وزارة الصحة الموقف معه ونقلته إلى مستشفى أحمد ماهر بسبب تدهور حالته وإصراره على عدم فك الإضراب.