بعد أن شهدت جامعة الأزهر يومًا طويًلا من والإصابات، التي قاربت 500 حالة إصابة بتسمم غذائي، جعلت طلاب الأزهر يعتصمون بالآلاف أما مشيخة الأزهر، ثم زيارة الرئيس محمد مرسي للمصابين، اختلفت القوى الطلابية والسياسية في رؤيتها للأوضاع الحالية، ولكنها اتفقت على أن ما حدث لا يجب أن يمر هكذا دون عقاب المقصر مهما كان. ومن جانبه، أوضح وسام البكري عضو المكتب التنفيذي لتحالف صوت الطلبة بجامعة حلوان، ل"الوطن"، أن ما حدث جريمة ويجب محاسبة المسؤولين عنها، كما يجب إيجاد حلول جذرية، ووجود علاج آدمي في كل الجامعات الحكومة، حيث تفتقر لأدنى مستوى من الرعاية الصحية والرقابة الغذائية، فرغم كون المدن تقدم وجبات متكاملة ولكن مخزنة ويكون أغلبها مصيره القمامة نتيجة لفساده. كما طالب البكري، بأن يعي مسؤولو الجامعات أنهم يتعاملون مع بشر، ويجب أن يراعوا آدميتهم، كما أكد أنه من خلال التحالف واتحاد الطلاب، سوف يواصلوا سعيهم وراء رعاية صحية متكاملة ورقابة غذائية كاملة، وسيعمدون في بداية الأمر إلى الكلام بالحسنى والكلمة الطيبة، وإن لم تفلح سوف يعمدون إلى التظاهر السلمي؛ للمطالبة بحقوقهم. أما عن زيارة الرئيس محمد مرسي للمصابين، فيرى البكري، أنها ليست لها أي فائدة في ذلك التوقيت، فلو كان مهتم حقًا لتواجد وسط الطلاب أمس. واعتبر حسام الروبي، مسؤول حزب الدستور بجامعة حلوان، أن أحداث أمس "يوم أسود في تاريخ الجامعات المصرية"، حيث تحمل حادثة تسمم طلاب الأزهر شبههة جنائية، وأنه مُسيس لافتعال أزمة في الوقت الذي طالب فيه طلاب الإخوان بعزل شيخ الازهر، فالمشكلة تكمن مع الإداريين وأطباء التغذية والمدينة الجامعة، فكيف يكون أول مطلب للطلاب إقالة شيخ الأزهر، كما أشار إلى أن الطلاب المُجهلين سيذهبون وراء هتافات الطلاب الذين يريدون إقالة شيخ الأزهر دون وعي، ذلك بجانب حادثة طالبة المنصورة، التي لاقت مصرعها بواسطة دكتور جامعية. وأضاف الروبي، أن حالة النشاط الطلابي والحركات في أسواء حالاتها؛ لاستنزاف الطاقة في الصراع الذي تواجد في الشارع وانشغال الطلاب بتظاهرات يومية في الاتحادات والمظاهرات، بالتالي أدى لركود النشاط، وجاءت وقعة مصر الدولية والتي كانت، كفيلة أن تُحدث ضجة عارمة تهتز لها الأفاق الجامعية، ولكن تفاعل الحركة كان أقل من المتوقع. وعن زيارة الرئيس للمرضى عقب الروبي، أنه أراد قول عنها أنها شيء مميز، ولكنها جاءت نتيجة الزخم الإعلامي والشعبي حول الحادث، فوجد أنه يرد على ذلك الزخم بزيارة للطلاب، لكن زيارة الرئيس لا تهم بقدر إدانة المجرمين. وأكمل الروبي، موضحًا أسفه من فترة ما بعد الثورة التي كان فيها الدكاترة والطلبة كيان واحد ثوري حيث توقع أن تهتم بالمستشفيات وأن تضعها حكومة ما بعد الثورة ضمن أولوياتها، إلا أن العكس قد حدث، حيث نفس العنف المخطط، الذي يمارس ضد طلاب الجامعات أكثر مما كان قبل الثورة. كما أوضح محمود صفوت، المتحدث الرسمي باسم التيار الشعبي بجامعة حلوان، أن ما حدث ما هو إلا نتيجة للإهمال ومزيد من الفشل في المجتمع الذي نعيش فيه، ورغم ذلك هو ليست المشكلة في ذلك فحسب، حيث لم تتواجد سيارات اسعاف ولا أمصال للعلاج وأكتفت المستشفيات بإعطاء الطلاب مسكنات فحسب. وطالب صفوت، بسرعة فتح تحقيق إداري مع رئيس الجامعة ورئيس المدينة والمسؤول عن التغذية، مؤكدًا أنهم لم ينسوا واقعة تسمم طالبات الأزهر العام الماضي، والتي لم يتم التوصل بها إلى أي نتيجة لم يتم تحديد الجاني. كما يطالب المتحدث باسم التيار الشعبي جامعة حلوان، بمحاسبة الدكتورة، التي قتلت طالبة المنصورة وكل من يتستر عليها أو يحاول عرقلة التحقيق، وأنهم لن يتهاونوا في حق اي طالب مهمًا كان، وأن ما يحدث ما هو إلا عبث وتبرير واستهانة بأرواح طلاب مصر، "فالجرائم تتعاظم يومًا وراء الآخر ولهم فيمن سبقهم عبره"، على حد قوله، ويؤكد أنه كان على الرئيس توفير رعاية صحية آدمية، ومحاسبة المسؤولين بداية من وزير الصحة وحتى عامل التغذية بدلًا من زيارته للمرضي.