على الرغم من تاريخه الطويل في جماعة الإخوان المسلمين، إلا أن تصريحاته ومواقفه دائماً ما تثير الجدل وأحياناً الغضب منه. فعصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، دائم الاصطدام مع الرأي العام بسبب تصريحاته، بدءاً من هجومه على الإعلام المصري والفضائيات، ومروراً بمطالبته بعودة اليهود، وأخيراً هجومه على الرئيس الراحل عبدالناصر. كانت مواجهته دائماً مع الإعلام، والإعلاميين، حيث وجه تهمة تلقي الأموال لهم وإنهم "محرضون"، ويتعبون سياسات رجال الأعمال فقط وليس لديهم مصلحة وطنية بل مصالح خاصة. كان الاصطدام أولاً مع الإعلامية جيهان منصور، مقدمة برنامج صباحك يا مصر، على قناة دريم، فاتهمها على الهواء مباشرة بقاضي أموال من تيار آخر حتى تقوم بمهاجمته ومهاجمة الإخوان المسلمين. لم يصمت العريان طويلاً ليتجدد هجومه مرة أخرى على الإعلاميين هذه المرة داخل قبة مجلس الشورى، مقترحاً أن يتم منح إضافة صلاحيات تسمح له باستدعاء واستجواب "أكبر رؤوس" في الإعلام، ودفعهم للاستقالة من مناصبهم، إذا لزم الأمر. ووصف العريان الأداء الإعلامي بأنه "توظيف سياسي لخدمة رجال أعمال بعينهم، والذين أصبحوا يتحكمون في توجيه الرأي العام، حسب قوله، مضيفاً أن كل إعلامي يتصل برجل الأعمال، مالك القناة، بعد انتهاء البرنامج "ويسأله "أنا كنت كويس؟"، بحسب تعبيره. وانتقد العريان ضخامة رواتب الإعلاميين، التي تصل لملايين الجنيهات، محذراً من تظاهر المواطنين أمام بيوت الإعلاميين إذا أصروا على عدم إعلان قيمة رواتبهم، وتساءل: "هل يدفعون ضرائب عن تلك الأموال، أم يتهربون منها؟". هذه المرة كانت مواجهة العريان مع الرأي العام المصري، حيث دعا لعودة اليهود مرة آخري للقاهرة كحل من حلول القضية الفلسطينية، حيث قال على اليهود المهاجرين من مصر إلى إسرائيل إبان فترة حكم الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر، بأن عليهم العودة إلى القاهرة، مؤكداً على أن الدستور الجديد لا ينكر حق العودة، ومؤكداً أن جماعة الإخوان ليس لديها مشكلات مع أحد. الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، دائماً ما يثير فزاعة العريان وإخوانه، فوجه له العريان سيلاً من الهجوم والانتقاد الشديد، فقال عنه إنه رئيس فشل في تحقيق حلم القومية العربية وخسر كل معاركه ولم يطلق برنامجاً له تماسك فكري وكانت وفاته الحقيقية يوم الهزيمة الساحقة الماحقة التي خفف كاهنه الأكبر من وقعها فسماها النكسة. وتابع هجومه قائلاً إنه عاد من فلسطين مهزوماً مجروحاً، وهناك أسرار سيكشفها التاريخ حول لقاءات جمعته بقادة صهاينة، وإنه قام بتقسيم العرب بين ثوريين ورجعيين، اشتراكيين ورأسماليين، جمهوريين وملكيين، وشتم بأسوأ الأوصاف قادةً وملوكاً، فكان الجزاء من جنس العمل، اضطر لمد يده لهم يطلب العون والدعم لخوض معركة لم يكملها، وكانوا أكرم وأفضل، فلم يتأخروا ولم يبخلوا ولم ينتقموا لأنفسهم، لأن مصر أكبر من أي رئيس أو مسؤول.