"الوطن" تنشر نص مداخلة محلب أمام قمة الكوميسا بمدغشقر

تنشر الوطن مداخلة المهندس ابراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية أمام قمة الكوميسا بمدغشقر.
وإلى نص المداخلة
فخامة السيد هيري راجاونا مامبيانينا، رئيس جمهورية مدغشقر ورئيس تجمع الكوميسا للدور الحالية، فخامة السيد روبرت موجابي، رئيس زيمبابوي، السيد سينديسو نيجوينيا، سكرتير عام الكوميسا، السادة رؤساء الوفود؛ الوزراء والمندوبين الدائمين، الحضور الكريم، يعد تعزيز التجارة الأفريقية البينية الحلقة الرئيسية في خطط الاندماج الأفريقي المنشودة التي تعتبر بدورها خطوة مفصلية في سبيل تحقيق آمال وتطلعات الشعوب الأفريقية في التنمية المستدامة في إطار أجندة التنمية 2063.
ومن هذا المنطلق، فإنه لمن دواعي الفخر أن تكون مصر من بين الدول أعضاء الكوميسا منذ عام 1998، ومن أوائل الدول المنضمة لمنطقة التجارة الحرة منذ إطلاقها في عام 2000، وقد مثل عقد قمة التكتلات الاقتصادية الثلاثة بشرم الشيخ في شهر يونيو 2015، وتدشين منطقة التجارة الحرة الثلاثية، فضلاً عن تنظيم منتدى الاستثمار بأفريقيا في فبراير الماضي بشرم الشيخ، خطوات هامة في هذا الإطار، نأمل أن يتم استغلال الزخم المتولد عنها بالشكل الأنسب.
السيدات والسادة الحضور الكرام، تنعقد قمتنا تحت شعار "التصنيع الشامل والمستدام" إدراكاً منا لحقيقة أن التنمية الصناعية هي أحد الركائز الأساسية لعملية الاندماج الإقليمي، وأن التنمية الصناعية وتعزيز قدرة دول الكوميسا على زيادة نسبة القيمة المضافة المُدخلة على العملية الإنتاجية هو أمر ضروري وشديد الأهمية، لنقل نوعية صادرات دول تجمعنا من الاعتماد على صادرات المواد الأولية إلى الصناعات التحويلية، بما يحقق مزيداً من النفع الاقتصادي والمردود التنموي لشعوبنا. لقد تابعت مصر باهتمام كبير ما دار من نقاشات طوال الاجتماعات الماضية بشأن التنمية الصناعية وانعكاساتها على مختلف المجالات الاقتصادية، والجهود التي يبذلها التجمع من أجل تبني استراتيجية صناعية تمثل قاعدة أساسية لبناء خطة عمل شاملة ومستدامة للتصنيع للكوميسا.
وفي هذا الإطار، أود أن أؤكد لكم استعداد مصر لريادة قطاع التصنيع في الكوميسا، والذى يعد الجانب الأكبر من الناتج القومي المصرى، كما يمثل احد اكبر اقتصاديات قارتنا الافريقية وحتى يتسنى لنا الإسهام بما يتوافر لديها من خبرات لتعزيز التعاون المشترك في مجال التنمية الصناعية، وتوفير ما يلزم من دورات تدريبية وفنية في هذا الإطار.في هذا الصدد، وانعكاسا لإيمان مصر بدورها ومسئوليتها إزاء خدمة أهداف الكوميسا، فإنها تدعو دول التجمع لاستكشاف آفاق ومزايا استغلال المنطقة الاقتصادية لخليج السويس، والتي نأمل أن تمثل قاعدة تصديرية لأفريقيا، ونافذة رئيسية لمنتجات القارة للعالم الخارجي.
على جانب آخر، فإن مصر تدعو كافة دول التجمع للعمل على تعظيم الاستفادة من مشروع الخط الملاحي النهري بين بحيرة فيكتوريا والبحر المتوسط، والذي نؤمن أنه سيحقق الكثير من الفوائد والمصالح المشتركة لدول تجمعنا على أكثر من مستوى.
سيدي الرئيس، السادة الحضور،في الختام، لا يسعني إلا أن أجدد الشكر لحكومة مدغشقر على حفاوة الاستقبال، والتهنئة لفخامة رئيسة مدغشقر على توليه رئاسة الكوميسا خلال المرحلة الحاسمة القادمة، متمنياً أن يخرج اجتماعنا الحالي بنتائج إيجابية تُسهم في تحقيق خطط تجمعنا للتكامل الاقتصادي تحقيقاً لمستقبل أفضل تستحقه شعوبنا وأجيالنا القادمة. وشكرًا.