أكد الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل، أنه ما كان يجب القبض على أحمد قذاف الدم نجل عم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، فصر منذ زمن الخديو إسماعيل بدأت تقبل «استقبال اللاجئين» من سوريا ولبنان وكان لهم دور كبير فى التحول المصرى فى مهنة الإعلام، وملك ليبيا نفسه «السنونسى» استقبله الجيش المصرى كلاجئ سياسى فى أعقاب الثورة الليبية، ومنذ وقتها شعر كل لاجئ عربى أن مصر لن تؤذيه ولكنها إذا شعرت بخطر ستقول له "اتفضل امشى". وأضاف هيكل، في حوار له مع لميس لاالحديدي في برنامج "مصر من أين؟ مصر إلى أين"، تعليقا على رؤيته لوقائع القبض على أحمد قذاف الدم المنسق السابق للعلاقات المصرية - الليبية، "الواقع أن قذاف الدم لعب دوراً رئيسياً فى التسليح المصرى بصرف النظر عما شاب صفقات التسليح، فهو كان موجوداً بمصر خلال حرب أكتوبر وأعرف أنه فى عام 1973 كان مسئولاً عن مليار دولار أرسلتها ليبيا لمصر بشأن شراء المعدات النهائية للحرب وتحديداً القوارب المطاطية من إيطاليا، الأمر الثانى أن «قذاف الدم» كان مصنفاً كسفير فوق العادة لدولة ليبيا وحينما وقعت ثورة يناير ربما يتحدث البعض عن أن مدته انتهت بسقوط «القذافى» ولكن هناك شبهة أنه موجود بالقاهرة كلاجئ سياسى والشواهد تؤكد ذلك، وكانت هناك حراسة خاصة له من الدولة المصرية، ولكن هناك نقطة هامة جرى ترسيخها منذ زمن الخديو إسماعيل أن مصر بدأت تقبل «استقبال اللاجئين» من سوريا ولبنان وكان لهم دور كبير فى التحول المصرى فى مهنة الإعلام، وملك ليبيا نفسه «السنونسى» استقبله الجيش المصرى كلاجئ سياسى فى أعقاب الثورة الليبية، ومنذ وقتها شعر كل لاجئ عربى أن مصر لن تؤذيه ولكنها إذا شعرت بخطر ستقول له «اتفضل امشى». * ماذا عن زيارة «قذاف الدم» لك قبل شهر؟ - الرجل قال لى: «أنا ممنوع من السفر»، وأوضح أنه تلقى رسمياً عرضاً من فرنسا للجوء إليها، فكيف تمنع من يطلب الخروج من البلاد لعدم إحراجك كونه يمتلك شبهة لاجئ سياسى وفى نفس الوقت تلقى القبض عليه، وربما لن أقف كثيراً فيما يتعلق بمسألة القبض عليه، ولكن الأزمة فى تسليمه، فهناك واقعة قديمة فى عهد «مبارك» اسمها «منصور الكيخيا» ذلك المعارض الليبى وكان الرجل مطمئناً جداً فى مصر وفجأة عقدت صفقة لتسليمه، والأمر المحزن أنه طوال 15 عاماً من تسليمه احتفظ «القذافى» بجثته حتى شيعت جنازته فى أعقاب الثورة الليبية، ولا أتصور تسليم شخص يملك شبهة اللاجئ السياسى. * لكن البعض ربما يتحدث عن أن مصر الآن غير ملتزمة بالاتفاقات السياسية التى عقدها المجلس العسكرى فى الفترة الانتقالية، فالوضع الاقتصادى صعب ومن الممكن أن تأتى مليارات لحل الأزمة من جراء الاتفاقات الجديدة حول مثلاً تسليم «قذاف الدم» وغيره؟ - هناك فارق بين تعهدات دولة وأى شخص آخر، فهل مثلاً يستطيع أحد أن يقول إن اتفاقية السلام «ملناش دعوة بيها»، ولماذا تظل جملة «احترام الاتفاقات الدولية» هى الأبرز حينما يسقط نظام ويحل محله آخر، وهنا لا أقصد «قذاف الدم» بعينه ولكن ببساطة لا يستطيع أحد أن يتنصل من اتفاقات سابقة، وأنا لا أطالب الدولة المصرية بالاحتفاظ ب«قذاف الدم» على أرضها لكن على الأقل «لا تمنعه من السفر». * هل تزعجك فكرة الصفقات؟ - أنا لا أرضى بصفقات، فالغايات لا تبرر الوسائل، رغم أننى أعلم أن الدولة لها أحكام وظروف لكن «قذاف الدم» طلب السفر خارج مصر فى أكثر من مناسبة والدولة رفضت السماح له بذلك. أخبار متعلقة هيكل: إننا نبالغ كثيراً فى قوة "حماس".. وأزمة "الأقمشة العسكرية" تحتاج لتقصٍّ أكثر هيكل: أوباما لم يزر مصر لأنها خرجت من "صراع الأرض".. ولم تعد طرفا في الأزمة هيكل في حواره مع لميس الحديدي: عبد الناصر قال لي "الإخوان قتلة"