شدّد الدكتور شوقى علام، مفتى الجمهورية، على أن الزى الأزهرى ليس بوابة لدخول مجال الإفتاء، فليس كل من ارتدى عمامة الأزهر مؤهل للإفتاء، مضيفاً: لذلك فإننا نرحب بقانون يُجرّم الفتاوى، لأن الفتوى تتغيّر بتغيُّر الواقع، ولا اجتهاد فى الثوابت فهى قطعية ثابتة، كالصلوات الخمس. وقال «علام» فى حواره مع «الوطن»: إن تجديد الخطاب الدينى أصبح أمراً ضرورياً لمواجهة الفكر المتطرّف، خصوصاً الذى يستهدف الشباب على الإنترنت، لافتاً إلى أن المجتمع يعانى حالة من السيولة والموضوعية غابت عن شرائح كبيرة فى المجتمع. وأكد علام، أن دار الإفتاء اصدرت خلال الأعوام الماضية مجموعة من الإصدارات التى أثّرت المكتبة الإسلامية وأسهمت فى بناء خطاب إفتائى رصين متصل بالأصل ومرتبط بالعصر، يأتى فى مقدمتها موسوعة الفتاوى المهدية فى 20 مجلداً، وكتاب يُؤرّخ لمسيرة الفتوى بالدّيار المصريّة، وآخر «فقه الجندية» من واقع فتاوى دار الإفتاء المصرية لفضيلة الدكتور شوقى علام مفتى الجمهورية، وكذلك أبحاث وأعمال مؤتمر الفتوى فى مجلَدين، كما أصدرت دار الإفتاء موسوعة تضم نحو 1000 فتوى، تُرجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية، معظمها وردت من دول غربية، وتُجيب عن كل ما يدور فى أذهان المسلمين فى الغرب، حول مختلف المسائل، خصوصاً الشبهات التى يعتمد عليها «داعش» وغيره من الجماعات المتطرّفة، كما انتهت الدار من أول موسوعة إفتائية عن التكفير تضم تحليلاً لمسائل التكفير والفكر المتشدّد وطرق المعالجة الفكرية لقضايا التطرّف، ونظراً إلى أهمية الفضاء الإلكترونى، فقد اهتمت الدار بإنشاء عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى، مثل صفحة «داعش تحت المجهر» وغيرها.وأشار علام، إلى أن الدار أرسلت طوال العام عدة حملات وقوافل إفتائية إلى الخارج، شملت دول «النمسا وهولندا وفرنسا وإيطاليا وبلجيكا وسنغافورة وكازاخستان والبرتغال وإسبانيا وباكستان ودول غرب أفريقيا وأمريكا وجيبوتى والمغرب ولبنان والإمارات واليونان» وغيرها من دول العالم، حيث التقت خلالها رؤساء الدول والوزراء، وعقد ندوات ومحاضرات فى كُبرى الجامعات هناك عن الإسلام الوسطى، وعُقد الكثير من اللقاءات والفعاليات الجماهيرية والإعلامية، وكان لدار الإفتاء خلال السنوات الماضية حضور لافت فى المحافل الدولية، ويأتى فى مقدمتها الأممالمتحدة والبرلمان الأوروبى ومنتدى دافوس العالمى والمفوضية الأوروبية و«اليونيسكو» والبرلمان الدولى للأديان، ومراكز الأبحاث الدولية، بالإضافة إلى المشاركة فى أكثر من 32 مؤتمراً دولياً حول العالم، وكان نتاج تلك الجهود الكبيرة من الدار وعلمائها أن تم اعتماد دار الإفتاء المصرية مرجعية للبرلمان الأوروبى فى ما يخص الفتوى وقضاياها، لبلورة خطاب إفتائى رصين يُلبى متطلبات المسلمين فى دول الاتحاد الأوروبى، والتصدى لظاهرة الإسلاموفوبيا، بالتعاون مع الهيئات الإسلامية المعتمدة هناك.وأكد مفتي الجمهورية، أن ظهور عدد من الفتاوى التى تنال من المجتمع وتُهدّد السلام الاجتماعى فى مصر والعالم العربى والإسلامى بل والإنسانى، كان هو الدافع لدار الإفتاء المصرية لإنشاء مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشدّدة، والمرصد مركز بحثى رصدى يعمل طوال الساعة، ويتابع جميع وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعى، ويُعد التقارير والبحوث اللازمة للتعامل مع تلك الفتاوى وتقديم المعالجات الدينية والاجتماعية لها واختيار السبيل الأمثل للرد عليها. وتابع علام: "قمنا بحملة عالمية طالبت فيها وسائل الإعلام العالمية -خصوصاً الغربية- بعدم إطلاق اسم الدولة الإسلامية على مقاتلى «داعش» واستبداله بمنشقى «القاعدة»، وكان هدفها تصحيح صورة الإسلام والمسلمين التى شوّهها «داعش» وغيره من التنظيمات المتطرفة، وتعريف الغرب بحقيقة التنظيمات الإرهابية الساعية إلى العنف والترويج للفكر المتشدّد. وفى سبتمبر الماضى عقب هجمات باريس الإرهابية أطلقت دار الإفتاء صفحة رسمية عبر موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» تحمل اسم «Not In The Name Of Muslims»، موجهة لغير العرب، تشرح تعاليم الإسلام، وتُبين الفرق بين الإسلام الحق والتصورات المشوّهة التى تروّجها الجماعات المتطرّفة فى الغرب، وكانت الحملة بثلاث لغات هى الإنجليزية والألمانية والفرنسية، وفى ديسمبر الماضى، وتزامناً مع ذكرى ميلاد النبى صلى الله عليه وآله وسلم، أطلقت دار الإفتاء، عبر موقعها الإلكترونى بالإنجليزية، وصفحتها على «فيس بوك» حملتها العالمية الثالثة باللغة الإنجليزية للتعريف بنبى الرحمة محمد، صلى الله عليه وآله وسلم، واستهدفت الحملة الوصول إلى 10 ملايين شخص حول العالم من غير المسلمين.