رفض رئيس حكومة المعارضة السورية، غسان هيتو، في خطاب ألقاه اليوم في أسطنبول، بعد ساعات على انتخابه، أي حوار مع نظام الرئيس بشار الأسد. وقال هيتو "لا يمكن لأي قوة في العالم أن تفرض على شعبنا خيارات لا يرتضيها، ونؤكد لشعبنا السوري العظيم أنه لا حوار مع النظام الأسدي". وانتخب هيتو، فجر اليوم، في اجتماع للائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية، المنعقد في أسطنبول، رئيسا لحكومة مؤقتة تستقر في الأراضي الخاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة. وردا على سؤال عما إذا كان إعلان هيتو يعني سقوط مبادرة رئيس الائتلاف المعارض، أحمد معاذ الخطيب، في شأن التحاور مع ممثلين عن النظام، قال الخطيب "إن النظام هو من "أنهى المبادرة قبل أن يكون هناك رئيس حكومة". من جهة ثانية، تحدث هيتو عن العناوين الرئيسية التي ستسير عليها حكومته، وقال "ستبدأ الحكومة عملها من المناطق المحررة، وستمهد للشعب وبرعاية الائتلاف الطريق نحو المؤتمر الوطني العام بعد سقوط النظام، وصولا إلى انتخابات حرة شفافة تعبر عن تطلعات الشعب السوري، والحكومة ستعمل كل ما في وسعها لبسط سيطرة نواة الدولة السورية الجديدة في المناطق الحرة تنظيميا وإداريا بشكل تدريجي وبالتعاون الوثيق مع قيادة أركان الجيش الحر والكتائب"، وحدد الأسس التي ستعتمد لبسط السيطرة وتقوم على "إرساء الأمن وسلطة القانون ومكافحة الجريمة والحد من فوضى السلاح، وحماية المنشآت الاستراتيجية والمرافق العامة والخاصة وإعادة تشغيل كل ما يساعد أبناء شعبنا الصامد على أن يحيا بحرية وكرامة"، مشيرا إلى أن الحكومة ستعمل على تفعيل القضاء والمؤسسات الإدارية والخدمية الواقعة تحت سيطرة الثوار والتحكم بالمعابر الحدودية المحررة واعتبارها المنافذ الوحيدة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا. وأوضح هيتو أن المساعدات ستطاول أيضا الذين أجبروا على النزوح خارج الوطن، مشيرا إلى أنه سيتم تشكيل جهاز خاص لمتابعة أوضاعهم وتقديم الخدمة لهم، مع وضع المخططات اللازمة لإعادتهم إلى المناطق المحررة، بعد تأهيلها وصولا إلى الهدف الأساسي وهو أن يعود كل مواطن سوري إلى بيته الذي نزح منه مع النصر باذن الله، مشددا على أن الأولوية تبقى لتأمين الدعم العسكري والمالي للجيش الحر وهيئة الأركان والثوار، بهدف إسقاط نظام بشار الأسد بكل أركانه قبل كل شيء. ووجه هيتو، الذي سيواجه قريبا تحدي التعامل مع المجموعات المسلحة على الأرض، والحصول على تعاونهم، تحية إلى "ثوارنا الأبطال وهيئة أركان الجيش الحر وكل عناصر الجيش الحر"، داعيا جميع الضباط وجنود الجيش السوري إلى أن يلقوا السلاح وينحازوا إلى شعبهم وألا يأتمروا بأمر حاكم ظالم قرر الشعب مصيره. وشكر رئيس حكومة المعارضة السورية كلا من قطر وتركيا والسعودية وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا والولايات المتحدةالأمريكية على الدعم السياسي والمادي، داعيا المجتمع الدولي إلى السماح للحكومة الجديدة بشغل مقعد سوريا في الأممالمتحدة والجامعة العربية والمنظمات الإقليمية والدولية، الأمر الذي سيمكن الحكومة الجديدة من استلام السفارات وتسييرها، والاعتراف بهذه الحكومة ممثلة للدولة السوري فوق أي أرض وتحت أي سماء. كما دعا رئيس حكومة المعارضة السورية إلى الإفراج عن أموال مجمدة للشعب السوري في عدد من الدول، وتسليمها للحكومة المعارضة، لتستعملها في تسيير شؤون الحكومة وخدماتها. وتوجه هيتو إلى الدول الداعمة للنظام السوري، بالقول "لا تراهنوا على خيار خاسر، لن يرحمكم شعبكم ولا أجيالكم على دعم هذا الظالم والوقوف إلى الجانب الخاطئ من التاريخ".