«ميرال المصرى».. شابة مصرية تقود سيارتها كالمعتاد على كوبرى أكتوبر، الطريق المزدحم جعلها تتمكن من الحديث لبضع دقائق فى هاتفها المحمول، صوت كلاكس مستمر ناحية اليمين يرهق أذنها يجعلها تلقى نظرة، فتراه أمامها فى السيارة المجاورة، رجل خمسينى يبعث لها بقبلات فى الهواء وإشارات إباحية، لم تستطع أن تنطق، أغلقت زجاج السيارة، بينما استمر هو فيما يفعل بل أصر وبدأ يقترب من سيارتها محتكاً بها، فالتقطت رقم السيارة والتقطت له صورة بتليفونها المحمول، لم تكن تعرف حينها أن هذه الطريقة ستكون نواة فكرة جاءتها بمحض الصدفة، وهى «افضح متحرش.. .السجل الشعبى للمتحرشين». «الفكرة كلها وليدة اللحظة.. لما صورته مكنتش عارفة أنا بصوره ليه، بس كنت عايزة أحسسه إنى هعمل حاجة بالصورة وأخوفه، فيبعد عنى». «ميرال»، التى تعمل فى المجلس القومى للمرأة، قررت أن تجعل من هذا الموقف وسيلة جديدة لمواجهة التحرش. تفاجأت «ميرال» من رد الفعل القوى على الصورة التى انتشرت 145 ألف مرة فى 14 ساعة على الفيس بوك، ومن عدد المصريات المتعرضات للتحرش اللاتى لا يستطعن أن يفعلن شيئاً تجاه ما يحدث: «عشان كده حطينا جزء من الحملة للتصوير الفوتوغرافى ولمعاكسات التليفون ومعاكسات مواقع التواصل، ولو واحدة اتعرضت لموقف تحرش وقدرت تصور فيديو يكون أفضل طبعا». لم يسلم موقف «ميرال» من الهجوم عليها على الصفحة، وأدهشتها ردود فعل بعض الرجال الذين يدافعون عن الرجل: «إحنا عرفنا إنك بتتكلمى صح، وإن كلامك مش انتقام منه لسبب آخر، إنتى كده بتفتحى باب إن أى حد ينشر حاجة من غير دليل»، لكن كل هذه الاتهامات لم تستطع أن توقفها: «للأسف التحرش هو الحاجة الوحيدة اللى مفيش دليل يثبتها، لكن مش هستنّى إن الجريمة تكبر عشان نقدر نواجهها».