30 مترا من الألوان والخطوط والوجوه المتخيلة، جسدت حلما بمصر بعد 19 عاما من انطلاق ثورتها، وتحديدا فى يناير 2030. الحلم المحتشد بالخيال والتفاؤل والثقة بمستقبل أكثر بهاء وتحررا، حمله سور مدرسة فى حى شبرا، بأيدى 200 شاب وفتاة، وضعوا ملامح حلمهم فى جدارية فنية تحمل اسم «ثورة مصر». 48 ساعة استغرقها التنفيذ، حسب إلهامى نجيب، الفنان التشكيلى، الذى أكد مشاركة أطياف مختلفة من المصريين، وليس الفنانين فحسب. لكن المساحة لا تسع كل الأفكار، وبالأحرى أحلام الشباب بمستقبل ما بعد الثورة. أحدهم رسم احتفال مصر بأنها أكبر مصدّر للبرتقال، والآخر سجّل بريشته امتلاكها وكالة فضاء بحلول هذا التاريخ. فى الجدارية «الحلم» ستصبح زهرة اللوتس المصرية رمزا عالميا، من الأممالمتحدة للفيفا، كما ستصبح مصر كلها رقعة زراعية كبيرة، ومعامل تكنولوجيا. الجدارية التى رسمها الشباب ليست جرافيتى، كما يؤكد «إلهامى»: الجرافيتى انتشر فى الشوارع بعد الثورة، لأنه فن شخصى يهدف لتجسل الاعتراض، عكس الجدارية التى تحمل أملا فى غد أفضل، خاصة مع استخدام ألوان مبهجة لتوصيل الفكرة. أطلق الشباب أحلامهم على الجدار بعد الحصول على تصريح من رئاسة الحى، حتى لا يفاجئهم من يزيلها، كما حدث لرسوم الجرافيتى «المأسوف على ضياعها». لكن التصريح لم يشفع لهم عند بعض المستخفّين بالفكرة، الذين صبوا طاقتهم السلبية على مبدعيها بسخرية لاذعة تؤكد أنهم واهمون، وأن اللحظة الحالية لا تؤدى إلا إلى الإحباط. «إلهامى» يواجه هؤلاء بنظرة ونظرية «ما دمنا قدرنا نرسم الحلم، بكرة هنقدر نحققه».