أتعجب جدا ممن يقولون إننا أصبحنا على شفا حرب أهلية.. نحن يا سادة «غاطسون» فى مستنقع الحرب الأهلية منذ جمعة الحساب (12/10/2012)، التى تم الدعوة إليها بمناسبة مرور مائة يوم على حكم «مرسى»، عندما اعتدى شباب الإخوان على المتظاهرين السلميين فى التحرير ب«الطوب» وكسر الرخام، ثم كانت موقعة الاتحادية، حيث حمل أصحاب الدقون الأسلحة النارية لتأديب المعتصمين حول قصر الاتحادية. وأمام هذا المشهد كان من الطبيعى أن يفكر بعض الشباب فى تكوين ميليشيات للدفاع عن أنفسهم ضد اعتداء «الدقون»، فتكونت مجموعات البلاك بلوك، والأقنعة السوداء، وألتراس ثورجى، وغيرها. وها نحن أولاء نغرق فى أتون الحرب الأهلية التى يستعر أوارها وتشتعل نارها يوماً بعد يوم فى كافة المحافظات المصرية. ويخطئ من يتصور أن الجماعة و«مرسيها» مستفيدان من مشاهد الحرب التى تنتقل من شارع إلى شارع داخل المدن المصرية، لذلك يسكتان عن تداعيات المشهد، وينظران إلى ما يحدث بقدر كبير من الخرس السياسى. لا، لا.. كل ما فى الأمر أن «الإخوان» عاجزة و«مرسى» أشد عجزاً عن السيطرة على ما يحدث فى الشارع الآن، والأهم من العجز هو جرثومة الغباء التى ترعى فى العقول الإخوانية فتجعلها تعمى عن رؤية الصورة فى الواقع بحجمها الطبيعى وخطرها المحدق. قد أفهم أن الجماعة مشغولة بجمع «الفلوس» التى صرفتها على «مرسى» لكى يصبح رئيساً، وعلى الانتخابات البرلمانية السابقة، لكن أن يقال إنها تثق فى قدرتها على إعادة الهدوء والاستقرار إلى المشهد بمجرد نفض يدها من انتخابات مجلس النواب، فذلك ما لا يقبله عقل. واضح أن الإخوان تدرك أن ليالى الحكم أصبحت معدودة، لذلك فقد بدأت تنتهج سياسة الأرض المحروقة. ذلك ما يفسر موقف «مرسى» وجماعته من أحداث بورسعيد والمنصورة والإسكندرية وكفر الشيخ والإسكندرية والإسماعيلية والمحلة والقاهرة وغيرها من المدن والمحافظات المصرية، بل تحاول الجماعة كلما هدأت الأمور أن تشعلها من جديد من خلال قرار أحمق تصدره واحدة من مؤسسات الحكم. يضاف إلى ذلك حالة السكوت المريب على تردى الأوضاع الاقتصادية يوماً بعد يوم، بل والمساهمة فى زيادة مستوى التراجع الاقتصادى عبر العديد من القرارات الحمقاء التى تتخذها حكومة «قنديل»، إلى الحد الذى أصبحنا معه على مقربة خطوات قليلة من الإعلان الرسمى عن إفلاس البلاد وجوع العباد. الجماعة تريد أن تحرق مصر مداين، ولا تتعجب من ذلك فالنبت الحرام لا يعرف الانتماء إلى أرض أو وطن. ولأن الجماعة معجونة بالغباء فإنها تظن أنها و«مرسيها» بمنأى عن النار، لذلك يلعبون بها فى الليالى المعدودة التى تبقت لهم، ولا يدركون أنهم فى لحظة سوف يكونون وقوداً وحطباً لها!