عندما قامت "ثورة 25 يناير" من أجل محاربة الظلم والفساد الذي تأصل في أحشاء مغرميه، قامت على نهجها "ثورة البنات" لمحاربة العنف والتمييز وتهميش المرأة، والمطالبة بكافة حقوقها في المجتمع المصري، فصوت المرأة ليس عورة، بل أصبح زئيرا له صداه من آراء ومناصب تقلدتها، ومازالت تقاتل من أجل انتزاع حقوقها. أصحاب "ثورة البنات"، هن 8 فتيات وشاب واحد، اتفقوا أن يؤسسوا صفحة على موقع "فيسبوك"، تطالب بحقوق المرأة، تم إنشائها في 26 يناير العام الماضي. الفكرة راودت غدير أحمد "مؤسسة الصفحة" من مقال للإعلامي أحمد العسيلي تحت اسم "ثورة البنات"، تحدث خلاله عن العنف ضد البنات، والعادات والتقاليد التي تقيد الفتاة، فقررت أن تبدأ من هذه النقطة. غدير تعمل ناشطة حقوقية، مسؤولة برنامج التعليم بجمعية نهوض وتنمية، أقنعت المسؤولين عن الصفحة التي تتراوح أعمارهم من 8 إلى 27 عاما. مايكل نزيه الشاب الوحيد بين مجموعة الفتيات "مهندس ميكانيكا"، ولا يجد غرابة في انضمامه لهذه الصفحة فهو مقتنع "أننا نعيش في مجتمع واحد، تتشارك فيه الفتاة مع الشاب، وهذه هي فكرة الصفحة أن البنت والولد متساويان في الحقوق والواجبات". تتلقى "ثورة البنات" رسائل كثيرة يوميا عن تعرض الفتيات للتحرش، وإجبار الأهالي البنت على ارتداء الحجاب، والمضايقات اللاتي تتعرض لها غير المحجبات، ويحاولون مناقشة تلك المشكلات وتقديم النصحية لهن، ليس بصفتهم متخصصين، ولكن يحاولون المساعدة فقط. سلمى إبراهيم.. واحدة من المسؤولين عن الصفحة، تهوى القراءة في الفقه الإسلامي، بالرغم من أنها غير محجبة، وهذا يجعلها تحمل صفة مجتمعية "غير متدينة"، لكنها تصر على تثقيف نفسها دينيا من أجل الرد على الاتهامات التي يقذفهم بها السلفيون والإخوان من خلال التعليقات. "تجاربنا مع التحرش.. إفهموني ولا تؤذوني .. قصتي مع الحجاب.. أمهات حاضنات.. نساء رائدات.. من حقي.. المرأة في الدستور.. الثقافة الجنسية.. ركن القراءة"، هكذا يتم تنظيم النقاش والعمل على الصفحة، بحيث يكون لكل قضية يتم طرحها ألبوم صور خاص بها، وحول اهتمام الصفحة بقضايا المرأة فقط دون التطرق إلى السيرك السياسي. يقول مايكل "نحن ننادي بحقوق المرأة، وكونها تنتمي لفصيل سياسي ليست قضيتنا، فنحن نطالب بحقوقها في المجتمع، ونعمل على توعيتها بحقها السياسي ولذلك نشجعها على النزول والمشاركة والاختيار". وعن مشاركة الجانب الذكوري بالصفحة، يشير مايكل إلى أن نسبة الشباب عليها تصل إلى نحو 33%، كما يتفاعلون معهم ويرسلون لهم أيضا، وتلقوا ذات مرة رسالتين من شابيين تم التحرش بهما. سلمى تطالب بتجنيد الفتيات في الجيش لأنها ترى أن "لو قامت حرب البنت هتعمل إيه..هتقعد تصوت؟"، هكذا بررت سلمى مطالبتها بتجنيد الفتيات بالجيش حتى يكون لها دور، فتجنيدها يتيح لها تعلم حمل السلاح وكيفية استخدامه، وتعلم الإسعافات الأولية، وكيفية حماية نفسها من الخطر، وهاجمت اقتصار الجيش على الشباب فقط، فنحن نعيش في مجتمع واحد غير منفصل. صفحة "ثورة بنات" قاربت على 50 ألف مشترك، يتجادلون ويناقشون كافة القضايا التي تهم المرأة، ويوميا يكون هناك حوار جدلي يتم طرحه للنقاش. تتذكر سلمى الفكرة التي اقترحها حزب "مصر القوية" بتخصيص ميكروباصات للسيدات فقط، حيث إن الصفحة أعلنت رفضها وبشدة للفكرة التي بدلا من معالجة المجتمع من آفة التحرش، يتم التحايل عليه بفصل النساء عن الرجال. يضحك مايكل قائلا "هذه الآراء سبب رئيسي في تعرضنا لهجوم من بعض الأعضاء، سواء فتيات أو شباب"، وتبدأ الاتهامات مع انتباههم لعقيدة "مايكل"، فتكون الاتهامات بأنهم مسيحون ضد الإسلام، أو صفحة إلحادية، أو عملاء وممولون من الخارج، "لكننا لا نبالي بهذا الهجوم، ونثق بقضيتنا". على صفحة "ثورة البنات" أفكار مبتكرة تكسر العادات الموروثة المسلم بها، مقالات عن مارجريت تاتشر التي كان يكرهها شعبها ولكن يثقون بحكمها ولم يعترضوا أبدا على كونها امرأة، وكذلك نفرتاري أحمس التي كانت جنرالا بالجيش وقائدة لجزء منه، إلى جانب رئيسة البرازيل ديلما روسيف التي نقلت اقتصاد بلادها إلى طفرة غير مسبوقة، في إشارة إلى قدرة المرأة على القيادة وإدارة البلاد. "ثورة بنات" تخرج أيضا للعمل الميداني، وتصل إلى المحافظات للتعريف بالصفحة وتوعية النساء بحقوقهن، وقرروا النزول للمشاركة 8 مارس الجاري، "اليوم العالمي للمرأة"، لرفع شعارات "لينا الفخر إن إحنا بنات"، "أنا مش عورة أنا مش عورة.. على اكتافى قامت ثورة"، ومن المقرر أن تنطلق مسيرتهم من ميدان طلعت حرب وحتى دار القضاء العالي. أخبار متعلقة: في اليوم العالمي للمرأة.. 5 وجوه من مصر بالصور| الحاجة تحية "بائعة المشلتت": كنت "متستتة".. ونزلت الشارع أساعد جوزي لما طلع معاش بالفيديو| أم كريم "بائعة الخرشوف": نفسي أسدد ديوني.. ويبقى البلد فيها "أمان" و"فلوس" بالصور| قمر "ماسحة الأحذية": أعرف إن "يوم المرأة" بتطالب فيه "العاملات" بزيادة المرتب بالفيديو| نادية "المنتقبة": انتخبت شفيق ورفضت حكم الإسلاميين .. وأطالب برفع القهر عن النساء