أدمن "ثورة البنات" : البعض يتهمنا بالإنحراف ويترجم عبارة "أنا حرة" إلى "أنا هخلع هدومي" "في بلد البنات .. كل البنات.. بتحلم تضوي زي النجوم ..بتحلم ترفرف زي الرايات.. بتقدر تعاند.. وتقدر تثور" .. ولأنها تحلم بفطرتها الإنسانية وسط مجتمع لا يبادلها نفس الأحلام ولا يعترف بكامل إنسانيتها احتاجت البنت باختلاف العصور إلى وسائل تدافع بها عن حقوقها وتنتزع بها دائرة وجودها على الأرض حيث تشغل حيزا من الهواء ومن الفكر ومن الرأي ومن العمل ومن الحرية ومن الضحكة. ولأن بلد البنات هنا هي التكنولوجيا الحديثة التي وفرت وسيلة فعالة وسهلة في يد كثير من البنات لترسم به أحلامها وتدافع به عنها وتصل بوعيها من خلاله إلى العالم كله عبر موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك" فالبنت أنشأت صفحات للدفاع عن حقها مثل "ثورة البنات" و"من حقي". سلمى إبراهيم – الأدمن بصفحة ثورة البنات – تؤكد ل "التحرير" إن الصفحة تتلقى عدد كبير من الشكاوى والمشكلات الخاصة بالبنات يتراوح سنهن من 15 إلى 25 عاما أكثرها يتعلق بالتحرش وبنزاعات مع الأهل بسبب سيطرتهم وتحكمهم في اختارات وتحركات البنت بالإضافة إلى مشكلات أخرى بسبب فرض الأسرة للحجاب على البنت قسرا ، مشيرة إلى أن بعض صاحبات المشكلات توافق على نشرها بينما تطلب أخريات السرية وتلقي الرأي والمشورة عبر الرسائل الخاصة، مضيفة أن بعض الفتيات يرسلن بتجاربهن الإيجابية في الحياة وقصص نجاحهن في انتزاع حق لهن أو التغلب على عقبة في طريقهن بهدف تشجيع البنات على الصمود والتمسك بأحلامهن. سلمى التي تبلغ 26 عاما وتخرجت من كلية الحقوق جامعة القاهرة تقول إن التكنولوجيا فرضت نفسها على الساحة وكان على البنات استغلالها ليس لكونها السلاح الأمثل ولكن باعتبارها وسيلة متاحة وسهلة وتشبه التواصل مع الناس بالشارع إلا أنها ربما تصبح بعد عشر سنوات أكثر حيوية واقترابا من جميع فئات المجتمع. وعن بداية إنشاء الصفحة تحكي سلمى أنها كانت فكرة صديقتها "غدير أحمد" أنشأتها في شهر فبراير الماضي لتكون صوتا للبنات ضد ما وصفته بذكورية المجتمع ويصل عدد المعجبين بها الآن إلى حوالي 32 ألف ويديرها مع غدير وسلمى أربعة بنات وشاب تتراوح أعمارهم ما بين 21 و27 عاما، ومنهم فتاة سعودية، وتضيف سلمى: قد نعتقد أن وضع البنت في مصر أفضل من السعودية ولكن الحقيقة أن الاختلاف في المظهر فقط لكن جوهر النظرة والتعامل واحد. وتشير سلمى إلى أن الصفحة تحرص على التفاعل مع الأحداث والمشاركة كما في يوم أكتوبر الحالي ضد التحرش ، قائلة : من المؤلم أن يعتبر البعض إننا بنات ندعو للإنحراف ويترجمون عبارة "أنا حرة" إلى "أنا هقلع هدومي" وهي التهم التي تصل إلينا على الصفحة وفي رسائل خاصة بالرغم من إننا نتحدث عن حرية الإختيار. إلا أن "بنات الفيس بوك" في أغلبهن لسن مناضلات باسم المرأة هن بنات يمارسن حياتهن الإلكترونية ونشاطهن على طريقتهن فنجد صفحات خفيفة تتحدث عن الحياة اليومية للبنت وتتبادل من خلالها البنات الضحكات مثل "بنات مجانين" – حوالي 150 ألف معجب- و"حكاوي البنات" – حوالي 41 ألف معجب - ، بينما تمارس بعضها عملا إخباريا بنقل الأخبار عن الأحداث الجارية مثل "يوميات بنوتة" – حوالي 230 ألف معجب – علاوة على عشرات الصفحات الخاصة بأدوات وطرق التجميل والعناية بالشعر والبشرة والأظافر حيث تتبادل فيها البنات أسرارهن الخاصة بالجمال والجاذبية ، كما أن "الفساتين" وآخر الموضة والإكسسوارات أخذت حيزا كبيرا من اهتماما البنات على موقع التواصل الإجتماعي. وبالرغم من كل ذلك لا تفلت البنت من الوقوع في دائرة إتهام المجتمع وبدية ممارسة التمييز ضدها حين تقوم بنشر صورها على صفحتها الخاصة فتجد من يحرم ومن يجرم ومن "كتر خيره" يتهمها فقط ب"قلة الأدب".