بعد تأجيلات متكررة على مدى ثلاث سنوات، بدأ في لندن يوم الإثنين تحقيق في اتهامات بقيام جنود بريطانيين بقتل 20 عراقياً على الأقل وتعذيب معتقلين أخرين أثناء حرب العراق عام 2004. وكانت وزارة الدفاع قد أمرت عام 2009 بإجراء التحقيق الذي خلص إلى الحاجة لإجراء تحقيق جديد في مزاعم بأن جنوداً بريطانيين قتلوا حوالي 20 معتقلاً منهم حميد السويدي، الذي كان يبلغ من العمر 19 عاماً، بعد معركة قرب العمارة بجنوب العراق في 14 مايو 2004، ويقول خمسة عراقيين آخرين أنه تم تعذيبهم بعد نقلهم إلى مركز احتجاز قرب البصرة. وينفي الجيش البريطاني هذه الاتهامات، ويزعم أن المعتقلين لاقوا حتفهم في مشاجرة بالأيدي وليس أثناء احتجازهم. ومن المقرر أن تستمر الجلسات لمدة عام تقريباً وستفحص أدلة يتم جمعها من 498 شاهداً من العسكريين و97 عراقياً. ومن المتوقع أن يسافر الشهود العراقيون الرئيسيون إلى بريطانيا لتقديم الأدلة شخصياً الأسبوع القادم. وبعد نحو عشر سنوات من غزو العراق تواجه بريطانيا اتهامات من عدة جهات بممارسة انتهاكات ضد سجناء ومدنيين بالعراق بين عامي 2003 و2008. وربما تكون قضية إساءة معاملة بهاء موسى هي أشهر قضية في بريطانيا، و بهاء موسى هو عراقي كان موظفاً بفندق وتوفي عام 2003 أثناء احتجاز بريطانيا له. وانتهى تحقيق استمر ثلاث سنوات في وفاة موسى إلى أنه توفي متأثراً بجروح أصيب بها خلال اعتداءات متكررة، وتم توجيه الاتهام لسبعة جنود لكن تمت تبرئة ستة منهم أو إسقاط التهم الموجهة لهم. وأكدت وزارة الدفاع أن المشاكل المحيطة بعمليات الاستجواب والاحتجاز أثناء حرب العراق تمت معالجتها أثناء التحقيق في وفاة موسى ومن خلال تحقيقات داخلية مستمرة يقوم بها فريق يحمل اسم (فريق العراق للمزاعم التاريخية). وسددت بريطانيا حتى الآن نحو 14 مليون جنيه استرليني (ما يعادل 22 مليون دولار) لأكثر من 200 عراقي لتسوية اتهامات بممارسة جنودها انتهاكات بحقهم، وكانت بريطانيا ثاني أكبر مساهم بقوات بعد الولاياتالمتحدة في حرب العراق.