ينتقده الكثير من السياسيين فى بلاده بسبب سياسته التى يطلق عليها «دبلوماسية الاستماع»، هادئ الطباع فى تصريحاته، لا يلجأ للاشتباك ولا يطلق التصريحات المثيرة غير المسئولة، لأنه يتحلى بالصبر حتى يكون صورة كاملة عن أى موقف أمامه ليعلق فيما بعد عليه. «جون كيرى» وزير الخارجية الأمريكى الذى تولى المنصب قبل أقل من شهر تقريبا خلفاً لهيلارى كلينتون، يزور مصر هذه المرة فى منصب جديد غير الذى اعتاد عليه فى السنوات الماضية أثناء زياراته لها، وكان «كيرى» يزور مصر باعتباره رئيس لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس الشيوخ الأمريكى (الكونجرس)، وكانت آخر زيارة له فى هذا المنصب بداية مايو 2012 قبل الانتخابات الرئاسية المصرية التى جرت فى نهاية الشهر نفسه. لدى جون كيرى تاريخ سياسى حافل، خاصة أنه من أبطال حرب فيتنام قبل أن يتحول لناشط ضد الحروب، ورأس كيرى لجنة الشئون الخارجية فى مجلس الشيوخ منذ أربع سنوات، خلفاً لجوزيف بايدن نائب الرئيس، ويمثل ولاية ماساتشوستس فى مجلس الشيوخ منذ عام 1985، فضلاً عن أنه كان مرشحاً سابقاً فى انتخابات الرئاسة الأمريكية عام 2004، أمام الرئيس الجمهورى جورج بوش. وفضلا عن ذلك، قام «كيرى» بدور الوسيط خلال عامى 2010 و2011 بين الرئيس السورى بشار الأسد وإسرائيل لاستئناف محادثات السلام بينهما. عمل «كيرى» من خلال منصبه فى مجلس النواب على إصلاح التعليم العام والاهتمام بقضايا الأطفال وتعزيز الاقتصاد وتشجيع نمو اقتصاد التقنية المتقدمة وحماية البيئة وتقدم السياسة الخارجية الأمريكية حول العالم. كان لجون كيرى زيارتان لمصر بعد الثورة، وكانت الأولى فى 12 ديسمبر 2011 والثانية فى أول مايو 2012، لم تمرا إلا بعد أن التقى فيها قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وكانت الأولى بعد 10 أشهر من الثورة، والتقى فيها مرشد الإخوان المسلمين الدكتور محمد بديع، والمرة الثانية التقى فيها الأمين العام لحزب الحرية والعدالة وقتها الدكتور سعد الكتاتنى، وأثارت الزيارتان الانتقادات وقتها بعد أن نفت جماعة الإخوان اللقاءات. يرى «كيرى» نفسه دبلوماسياً من الدرجة الأولى، قادراً على التفاوض وإقناع الآخرين بوجهة نظره بطريقة ذكية وفعالة، ويؤكد الخبراء أنه يتبع ذلك مع المسئولين خاصة فى الشرق الأوسط، خلال عمله فى الكونجرس طوال السنوات الماضية. وعلى الرغم مما يراه «كيرى» فى نفسه فإن ثقته تلك جاءت فى غير محلها، عندما أعلن كل من الدكتور محمد البرادعى وحمدين صباحى عن رفضهما لقاء وزير الخارجية الأمريكى الذى كان يعتقد أن جلوسه معهما سيقنع المعارضة بالمشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، ولكن هذه المرة لم تأتِ الرياح بما يشتهى «كيرى».