اتصال هاتفى ومبلغ زهيد ومقابلة.. ثلاثة عناصر كفيلة بأن تجعلك داعية إسلاميا مُعترفا به، ليس من الأزهر كمؤسسة دينية وسطية لتخريج العلماء، لكن من الجمعية الشرعية لتعاون العاملين بالكتاب والسنة المحمدية، التى خصصت جزءا من فروعها التى بداخل المساجد لتعليم الشباب أصول الدعوة فى نطاق ما سموه «معهد إعداد الدعاة». المعهد، الذى انتشرت ملصقاته الدعائية فى الشوارع، كفيل بأن يجعلك داعية فى 4 سنوات هى مدة الدراسة، فور اتصالك بالجمعية سيرد عليك المجيب الآلى: «مرحبا بك فى مستشفى الجمعية الشرعية فرع أكتوبر»، لينتاب المتصل ريبة وغموض، فكيف ل«مستشفى» أن يكون مكاناً لإعداد الدعاة؟ ولكن ما هى إلا ثوانٍ حتى تأتى المساعدة من خلال الضغط على رقم «صفر» ليُجيب أحد العاملين بالإدارة، الذى يؤكد أن مدة الدراسة 4 سنوات، تكلفتها 180 جنيهاً فى السنة الواحدة. الدفعة الواحدة قوامها 110 طلاب، ويقوم المعهد -وفقاً ل«أحمد» أحد الموظفين بالجمعية- بتدريس العلوم الشرعية المتمثلة فى: حديث، أصول فقه، عقائد ومذاهب.. ويقوم بالتدريس نخبة من علماء الأزهر والجمعية الشرعية، لكن هناك شروطا من أجل الالتحاق بالمعهد، منها: «حفظ جزأين من القرآن الكريم، علاوة على الأربعين النووية، فى مقابل الحصول على شهادة معتمدة بعد انتهاء الدراسة تؤهلك لتصبح داعية»، وتسعى الجمعية -وفقا ل«أحمد»- إلى التنسيق مع وزارة الأوقاف لتشغيل الخريجين فى المساجد، وإن لم يتم ذلك فالمساجد التابعة للجمعية كثيرة: «ممكن يتعين فى أى جامع»، ويُضيف: «ممكن الطالب يكمل دراسات عليا ودبلومة ومنها إلى الماجستير والدكتوراه». «لا يصلح معهد لإعداد الدعاة».. هذا ما يؤكده الدكتور عبدالفتاح إدريس -أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة جامعة الأزهر- موضحاً أن العلم الذى يتم تلقينه للطالب هو «أ ب» المعارف؛ فمثل هذه المعاهد خطيرة؛ لأنها تُدرس قشور العلم وغُثاءه. ويُضيف: «مفيش حد بيسقط فيها.. وأكتر حاجة ممكن يعملها الخريج إنه يفتح كتاب شرعى ويقرا اللى فيه». ويُشير عضو مجمع فقهاء الشريعة بالولايات المتحدةالأمريكية إلى خطورة الأمر بالنسبة لطالب يدرس القشور ثم يقوم بنقلها إلى الناس، فهم «ما ينفعش حتى يصلوا باللى درسوه»، فمن الخطأ البيّن أن يُقال إن الخريجين من مثل هذه المعاهد «دعاة» -وفقا ل«إدريس».