حالة من الترقب والحذر تسيطر على سوق الإنتاج الدرامى الأيام الحالية، بعد أن أصبحت العملية الإنتاجية ضحية للعديد من العوامل التى جعلت إنتاج مسلسل درامى لموسم رمضان 2013 أقرب إلى المغامرة غير المحسوبة، فبجانب الأزمة الاقتصادية التى انعكست على التسويق والتمويل وسوق الإعلانات، أصبحت الاضطرابات الجارية فى الشارع المصرى وغياب الأمن أيضاً من ضمن عوامل الخطر التى تحيط بالعمل الفنى. وأخيراً وفى مواجهة قوى الإسلام السياسى التى تحاول فرض قيود على الإبداع، باتت الكثير من المشاريع معلقة وسط مخاوف صناعها من الخوض فى مشاكل قضائية، الأمر الذى يعطى مؤشرات بتقلص عدد الأعمال التى ستنتج فى الموسم المقبل. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. .. المنتج أحمد نور يتحدث فى البداية قائلاً: «أعتبر أن هذا العام هو عام الثورة بالنسبة لنا كمنتجين، وليس عام 2011، فلم يتعثر الإنتاج وقتها بهذا الشكل غير المسبوق، ولم تشهد السوق هذه الحالة من الارتباك، فنحن كمنتجين الآن نواجه عدداً كبيراً من المشكلات، أهمها التسويق الذى أصبح غير مضمون فى ظل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى طالت الجميع، وكذلك أزمة التمويل الناتجة عن قلة عدد الفضائيات التى تشارك فى الإنتاج، وعجز بعضها بعد التراجع الحاد فى السوق الإعلانية، ثم تأتى المشكلة الكبرى الخاصة بصعوبة التصوير الخارجى نتيجة غياب الأمن، وزاد عليها فى النهاية أزمة الورق والموضوعات التى يتم تناولها فى ظل القلق المتزايد من موقف الدولة وازدياد الجماعات الإسلامية التى صارت تشكل رقيباً على المبدعين أكثر من الرقابة الحكومية نفسها. وأتوقع أن يشهد هذا العام فجوة كبيرة فى الإنتاج الدرامى نتيجة تلك العوامل التى لن يكفى تخفيض الأجور والميزانيات لحلها، لكن سيكون الطريق الوحيد هو إيقاف الإنتاج بشكل مؤقت حتى تتحسن الأمور. وهناك ثلاثة أعمال لى قيد التنفيذ، لكنى لن أبدأ فيها حتى يحدث تغيير فى الأمور المحيطة بسوق الدراما، وأتوقع أن تعتمد معظم الأعمال التى سيتم إنتاجها فى الفترة المقبلة على بطولات جماعية أو نجوم شباب، للتخفيف من خطورة الإنتاج الذى أصبح يمثل مغامرة». أما المنتج عصام شعبان، فيقول: «أصبحت العملية الإنتاجية فى ظل هذه الظروف تمثل مغامرة غير محسوبة، خاصة مع مرور الوقت، وبدء العد التنازلى لبداية موسم الدراما الرمضانية فى منتصف يوليو المقبل، فإذا لم يبدأ تصوير أى عمل قبل منتصف الشهر الجارى فإن لحاقه بالعرض فى رمضان سيعد من المستحيلات، وفى الوقت نفسه لا يستطيع أى منتج المخاطرة بالتصوير الخارجى فى ظل غياب الأمن وتصاعد الأحداث يوماً بعد يوم، فيصبح الوضع كما لو أننا ندور فى دائرة مفرغة، تفرض على الكثيرين التزام الصمت والتوقف عن الإنتاج والاكتفاء بمراقبة الأوضاع الحالية، وأعتقد أن تخفيض الأجور بالنسبة لنجوم العمل ليس هو الحل، خاصة أن ميزانية المسلسل تتزايد من عدة بنود أخرى لا يمكن التحكم فيها، مثل أجور العمال وتكاليف المعدات والانتقالات وغيرها». فى حين يقول المنتج أمير شوقى سالم: «هناك ازدياد فى حجم المديونيات المتأخرة على الفضائيات عن الأعمال السابقة سواء فى الموسم الماضى أو قبل الماضى، التى شكلت مع ارتفاع تكاليف الإنتاج عاملاً مهماً فى تأخير وتعطيل عدد كبير من المشاريع، بجانب غياب الأمن الذى دفع بى فى العام الماضى على سبيل المثال لتحمل ميزانية قدرت بعشرات الآلاف، دفعتها لبلطجية ليقوموا بحماية فريق العمل لمسلسل (عرفة البحر) أثناء التصوير الخارجى بالإسكندرية، وأعتقد أن الحل الوحيد لتجاوز الأزمة المالية هو زيادة القنوات التى تضخ أموالاً فى سوق الإنتاج الدرامى، حيث أصبح من المستحيل على جهات الإنتاج المخاطرة بتحمل تكاليف العمل وحدها دون ضمانات تسويقية».