حالة من الترقب، تسود جميع منتجي الدراما هذا العام بسبب سوء الأحوال الاقتصادية، التى تمر بها البلاد بعد ثورة 25 يناير، والتى سيكون لها أثر كبير في تأجيل عدد كبير من الأعمال الدرامية، وتخفيض نسبة المسلسلات، التى كان من المقرر عرضها في رمضان المقبل عن الأعوام الماضية، حيث يتوقع جميع المنتجين ألا تتعدى نسبة الإنتاج الدرامى هذا العام 30%، في حين أن نسبتها كانت تصل إلى 100% سابقا. ورغم سوء الحالة الاقتصادية، إلا أن عددا كبيرا من المنتجين مازالوا في انتظار أن يخفض عدد كبير من النجوم أجورهم، وذلك بعد أن أثر ارتفاع أجور النجوم على حالة الإنتاج الدرامى بشكل عام خلال السنوات السابقة. المنتج أحمد الجابري، والذى اتخذ قرار بتأجيل مسلسل "النيل الطيب" لبطله الفنان محمود حميدة، أكد أن هذا العام سيشهد انخفاضا كبيرا في نسبة الأعمال المقدمة وذلك بعد الخسائر الكبيرة التى تكبدتها الدراما بعد ثورة 25 يناير حيث توقفت سوق الإعلانات. أضاف الجابري: الإعلانات لها دور رئيسي في سوق الدراما حيث إن جميع القنوات الفضائية وأيضا التليفزيون، يشترون المسلسلات على حسب كم الإعلانات الذي يجذبه المسلسل الواحد، وذلك حتى تستطيع القنوات أن تغطى التكلفة الكبيرة التى تشترى بها هذه الأعمال. فالمسألة عبارة عن منظومة تتكون من (منتج + محطة+إعلانات)، وإذا حدث خلل بإحدى هذه الأركان فإن المنظومة لن تكتمل. أما بالنسبة لتخفيض أجور الفنانين، فهو أمر غير متوقع حتى الآن، حيث إن الكثيرين منهم يفضلون عدم تقليل أجورهم، وأن يتوقف عن العمل هذا العام، أفضل من المخاطرة بأجره ومسلسله، في ظل الأوضاع السيئة التى تسود سوق الدراما بشكل عام. المنتج هشام شعبان، الذى بدأ قبل أيام من اندلاع ثورة 25 يناير في تصوير مسلسله "سمارة" للفنانة غادة عبد الرازق، إضافة إلى مسلسل "بين الشوطين" لنور الشريف، والذى قد بدأ بالفعل في التحضير له، أكد هو الآخر أنه حتى الآن لم يتخذ قرارا بشأن أعماله. وقال: أمامى مايقرب من عشرة أيا،م آمل خلالها فى أن تتحسن أوضاع البلاد حتى أتخذ قرارا بالاستمرار في تصوير أعمالى أم لا، فنحن جميعا كمنتجين نقوم حاليا بدراسة أوضاعنا في السوق، حتى لا نخاطر بأموالنا في ظل الأزمة الاقتصادية التى نمر بها. المنتج صفوت غطاس، اتخذ هو الآخر، قراره بالاستمرار في استكمال تصوير مسلسل "فرقة ناجى عطا الله" لعادل إمام، والذى بدأ في تصويره بالفعل مع تأجيل مسلسل "على الله"، والذى كان من المقرر أن يعود به للدراما التليفزيونية بعد غياب أكثر من 10 أعوام. حيث أشار غطاس إلى أن ثورة 25 يناير كانت لها آثار إيجابية على جميع المستويات، باستثناء الدراما، نظرا لتوقف سوق الإعلانات بشكل عام، وهو ما يعنى أن سوق الدراما المصرية، أصبحت في خطر كبير، الأمر الذى يترتب عليه تخفيض نسبة الإنتاج، لتصل إلى 50% فقط. أضاف غطاس: نحاول الآن بذل محاولات كبيرة لتخفيض أجور الفنانين، وأيضا الفنيين والإداريين والعمال وهو أمر طبيعى لابد أن يتقبله الجميع، خاصة في هذه الفترة. أما المنتج محمد فوزى، فيعتبر الوحيد الذى عبر عن تفاؤله الشديد بالمرحلة المقبلة، وقال: إن شاء الله السوق "هتبقي كويسة"، لكن المشكلة كانت في الوقت، لأنه من المفترض أن تبدأ جميع الأعمال الدرامية التصوير، في بداية شهر مارس على حد أقصي ولكن ماحدث، أربك الخريطة الدرامية بشكل عام. أشار فوزى أيضا، إلى أن موسم الدراما هذا العام سيشهد تخفيضا في نسبة الإنتاج الدرامى، حيث إن قرار حظر التجوال سيؤدى إلى تخفيض عدد ساعات التصوير اليومية، ولكن بصفة عامة، السوق عبارة عن عرض وطلب، بمعنى أنه إذا أقبلت القنوات الفضائية على شراء المسلسلات إذا تحسنت سوق الإعلانات؛ فإن هذا سيؤدى لارتفاع نسبة الإنتاج وانتعاش سوق الدراما. أكد فوزى أيضا، أنه لن يؤجل أعماله هذا العام، حيث يقوم حاليا بالتحضير لمسلسلى "بواقى صالح" للفنان يحيي الفخرانى، من تأليف ناصر عبد الرحمن وإخراج شادى الفخرانى، ومسلسل "سلسال الدم" من تأليف مجدى صابر وإخراج مصطفي الشال، تيلعب بطولته الفنانة عبلة كامل، وهادى الجيار، وأحمد عبد الغنى.