يضم كفيه ناظراً إليهما وحُمرة الخجل على وجهه، ينتظر انتهاء المذيعين من أسئلتهم وترحيبهم بالمشاهدين، داخل ذلك المبنى العريق «ماسبيرو»، يبدأ صلاح عبدالمقصود حديثه ب«البسملة» مردداً، وعلى وجهه ابتسامة تنم عن أصله الفلاحى من محافظة الشرقية، فهو «بلديات» الرئيس محمد مرسى: «هذا الإعلام ليس إعلام الحكومة وإنما إعلام الشعب»، تنتقل البسمات على وجوه المذيعين، ليستمر «عبدالمقصود» فى حديثه ببرنامج «كشف حساب» على القناة الرسمية: «بصراحة الوزارة بتسعى لبيع جزء من مبنى ماسبيرو؛ لتوفير تمويل كافٍ لإنشاء مبنى بديل فى مدينة 6 أكتوبر سيتكلف 1٫8 مليار جنيه، لا سبيل لتوفيرها فى ظل الأزمة المالية الراهنة، وتراكم الديون على اتحاد الإذاعة والتليفزيون، التى وصلت ل19٫5 مليار جنيه»، ورغم أن الحوار مسجَّل بالفيديو للوزير الشرقاوى، فبمجرد قيام إحدى الجرائد بنشر خبر «البيع» حتى سارعت وزارة الإعلام بنفى الخبر، وأكدت أنه لا صحة على الإطلاق حول بيع مبنى ماسبيرو أو هدمه. تصريحات صلاح عبدالمقصود الموثقة بالفيديو دائما ما تناقضها تصريحات أخرى صادرة من الوزارة وعلى لسانه، يقول قوله وينسى أن فعله مسجل صوتاً وصورة، نفىُ الوزير أمس الأول كرر ما حدث معه حين أدلى بصوته داخل لجنة «جيل 2000» بمدينة 6 أكتوبر خلال الاستفتاء على الدستور، وقتها رصدته الكاميرات وهو يدخل من الباب الخلفى؛ حيث لم يلتزم بالطابور بحجة تفادى الاحتكاك مع الجماهير بعدما قوبل الدكتور سعد الكتاتنى -رئيس حزب الحرية والعدالة- بهتافات: «يسقط يسقط حكم المرشد»، إلا أن الوزير وقتما خرج من اللجنة، بعد الإدلاء بصوته، باغته الإعلام ليستوضح الحقيقة؛ حيث نفى دخوله من الباب الخلفى، مؤكداً أنه ملتزم تماماً بالطابور.. فالوزير يسير فى تصريحاته على خطى «بلدياته» مرسى؛ فالأخير يفعل الشىء وينكره، إلا أن «عبدالمقصود» نسى أمراً مهماً هو أن الصورة «ما بتكدبش».