طريقهما واحد.. فهو خط السرفيس الرابط بين «ميدان لبنان» و«كوبرى الخشب».. على هذا الخط ألقيا بهمومهما وتفرغا للحديث عن رئيس مصر القادم. حمدى على ومحمد ممدوح، سائقان، اعتادا أن يتشاجرا منذ انتهاء الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، فأحدهما سينتخب «مرسى» والآخر سينتخب «شفيق»، وكان هذا كافياً ليصبحا مثل «ناقر ونقير». بينما كان كل منهما على الطريق ومعه ركابه، تقابلا صدفة فى نقطة التقاء سريعة، فأخرج عم «حمدى» رأسه من الشباك وقال لزميله: «يا فلول»، فرد «ممدوح» سريعاً: «لو أنا فلول.. فأنت جاسوس». ليست هذه هى المرة الوحيدة، فكثيراً ما التقى «حمدى» و«ممدوح» على الطريق، وكثيراً ما عبرا بطريقتهما عن رأيهما فى الانتخابات، غير عابئين بالركاب الذين ربما يتضايقون من هذه الطريقة. فذات مرة لمح «حمدى» زميله «ممدوح» على الطريق، فقال له بلغة «الكلاكسات»: «أنا هنتخب مرسى»، فرد عليه «ممدوح» بضغطات مختلفة على عجلة القيادة مبدياً رفضه لمرشح الإخوان. «حمدى» يأتى كل يوم إلى الموقف لإقناع زملائه بانتخاب مرسى الذى يراه حماية وأماناً من بطش النظام السابق: «هنتخب مرشح الإخوان لأنى مش عاوز أدفع رشاوى تانى لظباط المرور.. أنا عانيت من النظام السابق.. كانت الشرطة بتاخد العربية بتاعتى وبنطلع مأموريات.. نلف البلد كلها عشان نقبض على المسجلين وفى الآخر ما بناخدش ولا جنيه». «لازم الشرطة ترجع عشان البلد تهدى شوية ونعرف نشتغل».. هكذا يرى «ممدوح»، الداعم للمرشح شفيق: «أنا بدعمه عشان هو راجل محترم وفاهم هو بيعمل إيه.. مرشح الإخوان ضعيف.. لكن مرشحنا راجل قوى». حمدى يرفض «شفيق» لأنه يراه «عودة للنظام القديم»، بينما يرفض ممدوح «مرسى» لأنه يرى أن المرشد هو الذى سيحكم مصر. ظل الخلاف فى الرأى بينهما ممتداً، قطعه صوت حمدى: «على العموم كلها 4 سنين هنجرب فيها الرئيس الجديد وبعد كدة لو مش عاوزينه ننتخب غيره».. فرد ممدوح: «على رأيك.. يعنى إحنا هنخسر بعض عشان الريس.. اللى ييجى ييجى».