أدانت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، اليوم، ما تعرض له صحفيون وإعلاميون من اعتداءات، أثناء قيامهم بعملهم في تغطية التظاهرات والاشتباكات، التي شهدتها القاهرة الجمعة 15 فبراير، وحملت الشبكة حكومة الدكتور هشام قنديل المسؤولية كاملة عن دور الأجهزة الأمنية في بعض هذه الاعتداءات، وعن تقصيرها في توفير الحماية للصحفيين في البعض الآخر. جدير بالذكر أن تعرض الصحفيين والإعلاميين لحوادث اعتداء خلال قيامهم بعملهم في تغطية الأحداث بالشارع أصبح ظاهرة متكررة، يغلب عليها في معظم الحالات طابع الاستهداف لشخص الصحفي أو الوسيلة الإعلامية التي يعمل بها، وشهدت أحداث الجمعة الماضية عددا من هذه الاعتداءات، كان من أبرزها إصابة علاء عبد الباري المصور الصحفي بمجلة نصف الدنيا، إحدى إصدارات مؤسسة الأهرام، بجرح قطعي بالشفة، بعدما أطلق أحد مجندي الأمن المركزي قنبلة غاز مسيل للدموع عليه من مسافة قصيرة، لا تتعدي المترين، ما أدي إلى تحطيم القناع الواقي الذي كان يرتديه، حدث ذلك أثناء قيام عبد الباري بعمله في تغطية أحداث الاشتباكات التي نشبت بين متظاهرين وبين قوات الأمن أمام قصر سراي القبة، والتي استخدمت فيها هذه القوات القنابل المسيلة للدموع بكثافة عالية إضافة إلي الخرطوش والرصاص المطاطي، ما أدى إلي إحداث عدد كبير من الإصابات بين صفوف المتظاهرين. على جانب آخر، تعرضت إيمان هلال، المصورة الصحفية بالمصري اليوم، للتضييق عليها بشكل مستمر من قبل متظاهرين مشاركين فيما سمي بجمعة نبذ العنف، التي نظمتها تيارات إسلامية مؤيدة للرئيس محمد مرسي، وتم استهداف إيمان لكونها امرأة، وافتعل متظاهرون مشاجرات متعددة معها في محاولة لإبعادها خارج المظاهرة، بدعوى أن وجودها بين الرجال أمر لا يليق، ووصل الأمر في النهاية إلى حد اتهام أحد المتظاهرين لها بأنها تحرشت به، ما استخدم كذريعة لدفعها إلى خارج المظاهرة. وقالت الشبكة العربية "إن استمرار تجاهل السلطات المصرية للاعتداءات المتكررة على الصحفيين والإعلاميين، وتورط الأجهزة الأمنية في هذه الاعتداءات بصورة تشير الملابسات المختلفة إلى كونها متعمدة في أحيان كثيرة، يؤكد رغبة هذه السلطات في إشاعة مناخ من الترهيب للصحفيين يثنيهم عن أداء دورهم في تغطية الأحداث المختلفة، وخاصة تلك التي تشهد انتهاكات واضحة من قبل قوات الأمن". وأضافت الشبكة "إن عرقلة عمل الصحفي، إضافة إلى كونه اعتداء على شخصه ومهنته، هو أيضا اعتداء على حق الرأي العام في الوصول إلى المعلومات الصحيحة عما يهمه من أحداث، وهو بالتالي إهدار لحق المواطنين في تكوين صورة أقرب للواقع عن الطريقة التي تدار بها البلاد، بوصفه شريكا في هذه الإدارة من خلال العملية الديموقراطية، وتقويض هذا الحق هو في الواقع هدم لأحد أهم الدعائم التي يقوم عليها نظام ديموقراطي سليم". وأعربت الشبكة العربية عن انزعاجها الشديد لاستهداف الصحفيات بصفة خاصة مؤكدة أن هذا يعد صورة من صور التمييز ضد المرأة، يضاف إلى مؤشرات أخرى متعددة تؤكد أن ثمة حملة شبه منظمة لاستبعاد المرأة من الفراغ العام ومنعها من المشاركة فيه بأي صورة، سواء كان ذلك كفاعل فيه أو كمراقب له بحكم العمل والوظيفة، ولا يمكن أن النظر لما تعرضت له المصورة الصحفية بمعزل عن الصور الأكثر فجاجة لهذا التمييز المتعمد ضد المرأة، والمتمثلة في الاعتداءات الجنسية الجماعية شبه المنظمة التي تعرضت لها الكثيرات ممن شاركن في التظاهرات. وطالبت الشبكة العربية وزارة الداخلية بإجراء تحقيق فوري في حادث الاعتداء على المصور الصحفي علاء عبد الباري، كما طالبت حكومة الدكتور هشام قنديل بتوفير الحماية للصحفيين والإعلاميين أثناء ممارستهم لعملهم، وتمكينهم من أداء مهامهم في تغطية الأحداث المختلفة.