"وسط حالة من الغليان يعيشها الشارع المصري لا يمكنني سوى التسلح بسلاح الفن، لمواجهه ما يحدث من تآكل للحريات في وطن ثار حتى أنهى حكم 30 عاما من القمع، تصورنا بعدها أن الحرية جاءت إلينا بعد طول انتظار وصبر، وإذا بنا نعود لما هو أبشع من قمع وقهر لكل الحريات. ولأنني لا أمتلك سوى فني قررت أن أواجه القهر بالنغمة، والقمع بالإيقاع الذي لا أعرف سوى لغته، فأنا ليس لي قدرة إلا على استخدام هذه اللغة، لغة الموسيقى، التي يحاول البعض أن يحرمها في عودة متخلفة لأزمنة الجهل". بهذه الكلمات بدأ الموسيقار الكبير يحيى خليل كلماته عن حفله المقبل يوم 21 فبراير بالمسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، وهو الحفل الثاني له خلال العام الجديد على نفس المسرح. ويقدم يحيى مع فرقته عددا من الأعمال الوطنية التي تعبر عن تفاعلاته وانفعالاته بما يعيشه الثوار من أحداث، يجمع فيها بين الموسيقى الشرقية وموسيقى الجاز بكل معانيها، التي تجسد معنى القوة والوفاء للجذور، منها "بنادي على كل واحد في مصر" للشاعر أحمد فؤاد نجم وألحان الشيخ إمام، و"يعيش أهل بلدي" للشاعر أحمد فؤاد نجم وألحان يحيى خليل، و"بحلم وفي الحلم راحة" للشاعر عبد الرحيم منصور وألحان يحيى خليل، إلى جانب مفاجأة خاصة بأولتراس أهلاوي وشعب بورسعيد. وما زال الموسيقار يحلم خلال العام الحالي أن يجوب كل مدن ومحافظات مصر، لتقديم فنه لكل المصريين في الشمال والجنوب، وهم الفئة التي لا يصلها المنتج الفني. وقال يحيى "إذا كان من الصعب عليّ أن أرى وطني وهو ينزف ويطعن وينفجر ألما وحسرة، فإنه من الصعب علينا جميعا أن نستسلم ونخضع ونخنع ولا نقاوم النزف بالعزف، أو لا نواجه الكراهية والحقد والقبح بالمزيد من الحب والتسامح والفن والإبداع، وهذه هي رسالتي لأبناء وطني".