من اللافت للنظر والمدهش اقتراب الإخوان، ممثلين فى رئيسهم مرسى، من دولة إيران الشيعية، ومن المثير الاقتراب للنظام الإيرانى، ممثلاً فى رأسه السياسى الرئيس أحمدى نجاد، والحقيقة أن دواعى الدهشة من هذا التقارب تقوم على محاور ثلاثة لا تقل إحداها أهمية عن الأخرى!! أولاً: أن زيارة نجاد تأتى كأول زيارة لرئيس إيرانى بعد ثورتهم الإسلامية، أى منذ السبعينات تقريباً، ووقتها استنجد شاه إيران المنقَلب عليه بالسادات، الذى أواه فى مصر كلاجئ سياسى تحميه مصر وتكفله، وبرر ذلك السادات بأنه لم ينس مساندته لمصر فى حربها فى 73، فرد له الجميل، ولم تغفر إيران بحكمها الشيعى للسادات وظلت تكيد له إلى أن استفحل العنت وأطلقوا اسم خالد الإسلامبولى، قاتل السادات، على شارع مهم فى عاصمتهم، والغريب هنا أن يستقبلهم مرسى وحذاؤه على كبرياء مصر وذكرى قائدها العظيم الذى حرر أراضيها، ودون أن تعتذر إيران أو حتى تزيل اسم قاتل السادات من على شوارعها. ثانياً: المثير أيضاً للامتعاض استقبال القطب الشيعى من قِبل القطب السنى مصر، وأيضاً احتفاء الإخوان باللقاء وهم يصدرون أنفسهم كجماعة دعوية سنية تقدر الرسول وآل بيته والخلفاء، ونحن نعلم جميعاً حجم السخافات والمغالطات التى يطلقها الشيعة على كل من نقدر ونحترم ونقتدى من آل البيت، كما أن الإخوان أيضاً يدعون أنهم يتبعون السلف الصالح من آل البيت، ويضعون أيديهم فى أيدى سلفيى مصر وما يمثلونه من نقيض صارخ للشيعة!!! ثالثاً: إعلان مرسى أكثر من مرة أنه يساند الثورة السورية، ومن المعلوم للقاصى والدانى الآن أن من يدير الأزمة السورية ويساند السفاح بشار الأسد هم الإيرانيون وبكل طاقتهم المالية والحربية واللوجيستية، فالجلوس مع نجاد ودعوته فى ظل احتدام أزمة سوريا هو بالضبط كتناول الغداء مع بشار الأسد ويديه ملوثة بدماء شعبه!! الامتعاض هنا والاستنكار يطول كل ثوابت الرئيس (الوطنية والدينية والثورية) والتى انتهكها بهذا التقارب المقزز، فلقد باع مرسى كل مرتكزاته فى لحظة إرضاءً للجانب الأمريكى الذى قايض مرسى على مساندته وجماعته مقابل دور الوكالة فى محاور قضايا المنطقة الراهنة والتى تهدد إسرائيل وهى إيران وحماس وحزب الله وسوريا. لقد فعلها مرسى ولم يلتفت إلى شعبه أو ثوابته الدينية وتشيع، ليس تشيعاً دينياً ولكنه تشييع إلى مقبرة سياسية لا خروج منها!!