شهدت مصر، أمس، تظاهرتين، فى نفس التوقيت، الأولى ضمت عشرات الآلاف من المعارضين للرئيس محمد مرسى، أمام قصر القبة الجمهورى، فى مظاهرة «كش ملك»، «وكتبوا على الحواجز التى تفصل بين المتظاهرين والقصر: «هنا أو فى الاتحادية القصر هيفضل سجنك»، والثانية ضمت الآلاف أمام جامعة القاهرة، فى مليونية رفض العنف، والتأكيد على شرعية الرئيس، فيما انتشر الأمن حول المركز العام للإخوان ومنازل قياداتهم لحمايتها. فى مليونية «كش ملك»، طالب المتظاهرون بإسقاط الرئيس والنظام، ونظم الآلاف مسيرة من أمام مسجد الشيخ كشك، بمنطقة حدائق القبة للقصر الجمهورى، ورددوا: «الإخوان المسلمين.. ضحكوا علينا باسم الدين»، ورفعوا لافتات: «اقتل شكرى.. اسحل صابر.. بدل الثائر مليون ثائر»، و«عمر بائع البطاطا.. مات»، و«ليه كل رموز النظام خدوا براءة»، و«مهما تروح وراك». صدمت سيارة «بيجو» حمراء اللون تحمل رقم (ط.ع/ 265)، يقودها شاب ملتحٍ وبجواره شخص آخر، اثنين من المتظاهرين أمام قصر القبة الرئاسى، وحاول المتظاهرون اللحاق بهم، لكنهم فروا هاربين، بينما قامت سيارة إسعاف بنقل المصابَين إلى مستشفى منشية البكرى. وتوجّه عدد قليل من أنصار التيار الشعبى، وحركة 6 أبريل، إلى وزارة الدفاع لمطالبة الجيش بالتدخل، وعزل مرسى، ووقعت مشادة بينهم وبين نشطاء آخرين رافضين لمسيرتهم. وفى المطرية، رفع المتظاهرون علماً لمصر بطول 20 متراً، وهتفوا: «علِّى سور القصر وعلِّى.. بكرة الثورة تشيل ما تخلى»، ومزّق الثوار، فى ميدان الألف مسكن، لافتات للجماعة الإسلامية، فيما هتف آلاف المتظاهرين فى مسيرة مسجد النور بالعباسية: «يا بديع قول لمرسى.. الزنزانة بعد الكرسى». وفى التحرير، نظم المئات مسيرة جنائزية رمزية للطفل عمر صلاح، الملقب ب«شهيد البطاطا»، بمشاركة القيادى اليسارى كمال خليل والإعلامية بثينة كامل، والناشطين نوارة نجم، وأحمد دومة، وهتفوا: «الشعب يريد إسقاط النظام»، فيما رفع المتظاهرون الأكفان البيضاء مدوناً عليها: «الدم قصاده الدم»، وصور الطفل الشهيد. وتوقفت المسيرة أمام دار القضاء العالى، وهتفت: «الإخوان المسلمين.. باعوا الدم وباعوا الدين»، و«اقتل واحد عذِّب 100.. الداخلية بلطجية»، وانضمت لمسيرة مسجد الفتح، وألتراس أهلاوى، التى كان مقرراً توجهها إلى وزارة الدفاع. وفى ميدان النهضة، تظاهر الآلاف من مؤيدى الرئيس، وتوافد المئات من أبناء الجماعة الإسلامية منذ الصباح على محيط جامعة القاهرة، بالأتوبيسات، فيما انتشرت اللجان الشعبية ونحو 15 سيارة إسعاف وعربة تحمل الماء للمتظاهرين. واستقبلت المليونية مسيرات مساجد الاستقامة والرحمة، فضلاً عن أنصار حازم صلاح أبوإسماعيل وطلاب الشريعة وقيادات تنظيم الإخوان، مثل محمد البلتاجى، أمين حزب الحرية والعدالة بالقاهرة، وأحمد عارف المتحدث الرسمى للإخوان، إلى جانب قيادات الجماعة الإسلامية. من جهة أخرى، علمت «الوطن» أن هشام قنديل، رئيس الوزراء، حصل على وعد رئاسى نهائى بالاستمرار فى عمله، لحين تشكيل البرلمان.