دراسة أجرتها دار «الشروق للنشر والتوزيع»، كشفت تصدُّر كتب الروايات للمبيعات فى معرض الكتاب هذا العام بنسبة 73% فى مقابل كافة أنواع الكتب الأخرى، وهو ما يثير تساؤلاً حول ماهية التحول فى نوعية الكتب التى يقبل عليها القارئ، فالحالة السياسية للبلاد، بكل ما تحمله من إشكاليات معقدة وشد وجذب بين القوى السياسية، لم تؤثر على القارئ الذى ترك كل ذلك وأقبل على الأدب. الإقبال على الروايات كان من قِبل فئة الشباب (من سن 18 إلى 28 عاماً)، بحسب محمد خضر، مدير توزيع بدار الشروق، الذى قال إن الأحداث السياسية بكل تبعاتها صنعها الشباب، وهم المحرك لها، كما أن الكتب السياسية مثل «الثورة 2» لوائل غنيم، و«مبارك وزمانه من المنصة للميدان» لمحمد حسنين هيكل وغيرهما تحظى بالإقبال ولكنها مرتبطة بوقتها، أما الروايات مثل «الفيل الأزرق» و«ظل الأفعى»، بحسب «خضر»، فقد حظيت بأكبر نسبة مبيعات، كمحاولة من القارئ للهروب قليلاً من سيطرة المشكلات السياسية التى تطغى على كافة جوانب الحياة. «المصريون فى حاجة إلى خبرة وتجربة، لأنهم بعد ثورة يناير 2011 اكتشفوا أنهم عرايا فى الوعى والإدراك لكافة الأمور وتنقصهم القدرة على الاختلاف برقى»، الكاتب جمال الغيطانى يفسر سر الإقبال على الرواية، فهى دوماً كانت تُلقب ب«ديوان العرب» والإقبال عليها هذا العام يثبت ذلك. الرواية تضع القارئ فى مواجهة مع الشخصيات التى تعرضها ليعرف دوافع كل منها، وبالتالى تساعده أكثر على تفهم ما يحدث فى الواقع، ليس فقط الاجتماعى بل أيضاً السياسى، كما أن ذلك، بحسب «الغيطانى»، يمثل مؤشراً على أن دماء التجديد عادت إلى الرواية من خلال جيل جديد هم الكُتَّاب الشباب. يقول «الغيطانى»: رواية «الفيل الأزرق» التى حظيت بالمركز الأول فى الإقبال تدل على أن جيل الشباب يحاول السير على نهج جيل الأدباء القدامى، مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس، الذين بدأوا حياتهم الأدبية بالرواية القصصية، معلقاً «سعيد بذلك، فرغم الحالة السياسية فإن الجيل الجديد رفض الإنصات لاتهامات التكفير والعلمانية وأقبل على الرواية، كما أن الكتاب السياسى مقتصر على النخبة أما الرواية فهى للنخبة وغيرها».