داخل حرم جامعة القاهرة، تجد شباب ''على كل لون'' فى مظهره وسلوكه، كما ينعكس ذلك وسط ''كتبه'' التى يقرأها، فأي ''ستاند'' أو مسند لبيع الكتب داخل أو خارج الحرم الجامعي لا يفرق بين ''روايات عبير'' الرومانسية الحالمة وكتب ''عمرو خالد ومحمد حسان والشيخ الشعراوى'' ذات الصبغة الدينية، فكلاهما للبيع لقراء مختلفين يجمعهما حب القراءة. ''أمنية'' و ''ياسمين'' صديقتان تجولا داخل الحرم الجامعي وفى طريقهما المعتاد من باب الجامعة إلى كلية الآثار، جذبهما كتب التنمية البشرية على ''استاند'' للكتب، فوقفا سوياً يتبادلان النقاش أمام ''الاستاند'' حول أي الكتب يستحق أموالهما وعقلهما أيضاً . تقول ''أمنية'' :''احنا الاثنين بنحلم أننا نكون مكتبة كبيرة فيها كل الكتب اللى بنقرأها، وبنبدأ أننا فى البداية نبدل الكتب بيننا، خاصة كتب التنمية البشرية لآنها مفيدة لبناء شخصيتنا ، ثم واحدة واحدة تكون مكتبة كبيرة تفيد كمان كل أصحابنا ''. وتحمل ''إيناس'' بين يديها ''مجلد'' كبير عن علوم الآثار التى تدرس فيه وتقول:'' للأسف كبر كتب الدراسة تعوقنى أحياناً على الإقبال على القراءة في كتب خارج الكلية ، لكن أحياناً خاصة فى الأجازات بحب شراء وقراءة الكتب الدينية و السلفية ، لآنها بتكون سبب فى زيادة الثقافة الإسلامية عندى ، وهى أكثر الكتب التى أقبل عليها ''. ويستهوى ''منة'' الطالبة بكلية التجارة روايات ''عبير'' الرومانسية، وتقول :''فى البداية لم أكن احب القراءة أبداً ، ولكنى قرأت رواية ''الفيل الأزرق'' للكاتب أحمد مراد من صديقتى وكانت أول مرة أقرأ روايات ، وهو ما شجعنى للأقبال على المزيد من الروايات خاصة ''عبير'' لآنها تميل للإثارة '' ، وتضيف : ''حسيت أنى بحب روايات نجيب محفوظ كمان ، وأنى بحب الروايات عموماً''. وعن حركة رواج الكتب، يرى ''أحمد'' أحد بائعي الكتب داخل جامعة القاهرة - والذى يقبل عليه الشباب من كليات تجارة ودار علوم وآثار للشراء - أن الشباب داخل الجامعة يقبلون بكثافة على الكتب الدينية وكتب التنمية البشرية، كما تجذب الروايات الجنس اللطيف داخل الجامعة . ''كتب الدكتور إبراهيم الفقى وكريم الشاذلى فى التنمية البشرية تجذب عدد كبير من الشباب، خاصة الكتب التي تتحدث عن الثقة بالنفس وكيفية تحقيق الذات، وعن الكتب الدينية، يستقطب الشباب الدعاة الجدد مثل مؤلفات الدكتور عمرو خالد ومصطفى حسنى، بالإضافة إلى مؤلفات الشيخ الشعراوي وشيوخ السلفية مثل محمد حسان وغيرهم''.. قالها ''أحمد'' بائع الكتب متحدثاً عن رواج الكتب داخل الجامعة . ''بصراحة ظروف الشباب الاقتصادية هي أكثر عائق لعدم إقبالهم على الشراء بسبب غلاء الكتب الحديثة'' .. يقول ''أحمد'' أن ذلك هو السبب الرئيسي فى انخفاض البيع وأن بعض الشباب يقفون ''للتقليب'' بين صفحات كتبه والرحيل دون شراء. ويقول ''أحمد'' من أمام ''إستاند'' بيع كتبه من أمام المكتبة المركزية بالجامعة أن الإنترنت لم يؤثر سلباً على بيع الكتب لديه، بل بالعكس أن بعض الشباب يسألونه على بعض الكتب التي قرأوا عنها في الإنترنت ويودوا شرائها، خاصة الكتب السياسية التي يقول أن الشباب زاد الإقبال عليها بعد الثورة ''كتب محمد حسنين هيكل والكتب التي تتحدث عن الثورة هي الأكثر مبيعاً في السياسة بعد الثورة''.