هاجم الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس «الدعوة السلفية»، الرئيس أحمدى نجاد، رئيس دولة إيران، وقال إن المشروع الإيرانى طائفى ينشر المذهب الجعفرى الاثنى عشرى وقهر أهل السنة والجماعة بالقتل والسجن وكل ما تتخيله من انتهاكات لحقوق الإنسان، مؤكداً أن زيارة «نجاد» لمصر تأتى فى ظل عدم استقرار سياسى ونزاع فى الداخل وأزمة اقتصادية، وعلاقات سيئة بدول الخليج والحركات الإسلامية العاملة. وشدد «برهامى» فى تصريحاته على موقع «صوت السلف»، على أن عداوة الشيعة لأهل السنة وكراهيتهم لهم نابعة من عقيدة لم تتغير عبر التاريخ فهم يكفرون أهل السنة ولهم مريدون، حتى إن تكلموا بخلاف ذلك فمنهجهم فى بعض الأحيان وسلوكهم فى كل المرات التى تعرض فيها المسلمون لبلاء عبر القرون كان إعانة الغازى أيام الصليبيين والتتار، والعصر الحديث فى أفغانستان، والعراق، وسوريا، وغيرها. واتهم «برهامى» إيران بالاتبزاز من خلال دفع مساعدات اقتصادية لمصر من أجل التمكين لمذهبهم فى مصر ومحاولة الاستظهار لبعض الطرق الصوفية المنحرفة فى العقيدة، التى تغلو فى بعض الصحابة وآل البيت، مضيفاً: «لا بد من النظر بعين الشك والارتياب والبحث عن طرق أخرى من دول الخليج السنية فالعلاقة معهم استراتيجية لا يمكن بحال من الأحوال تعريضها للخطر، ويجب ألا ننسى ذلك حتى إن كانت مواقف هذه الحكومات لا تحمد». ودعا «برهامى» إلى ضرورة تعلم المسلمين الأمور الفقهية والخلافات العقائدية بين السنة والشيعة، مضيفاً: «هناك غزو ثقافى مقبل لا محالة، ولا يصح التغنى بوحدة القبلة والكتاب، فهذه المعانى عند الشيعة لها معنى آخر»، واستنكر إصرار الرئيس الإيرانى على زيارة مسجد الحسين، مشيراً إلى أنه بذلك يؤكد عزم الشيعة على المطالبة بتراث الدولة الفاطمية الباطلة، مرحباً بتصريحات الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ل«نجاد» مؤكداً أنها رسالة للإيرانيين مفادها أن الأزهر الآن صار صرحاً لأهل السنة منذ أكثر من 7 قرون، فليس لهم أن يحلموا بإعادة التراث الفاطمى الباطنى فى مصر. وأضاف: إشارة «نجاد» إلى الإمام المهدى المنتظر، رسالة واضحة للشعب المصرى ولأهل السنة فى كل مكان أن هذا الكلام رد على كلمة الرئيس «مرسى» فى إيران فى أثناء انعقاد القمة السابقة التى تصدى فيها للتطاول على رسول الله عليه الصلاة والسلام وصحبه الكرام. وطالبت «الدعوة»، من قبل، الأزهرَ بإرجاع العلاقات المصرية - الإماراتية، خصوصاً أن البلدين سُنِّيان، من جهته قال عمرو هاشم ربيع، الخبير السياسى، إن تصريحات «الدعوة السلفية» تكشف عن حقيقة الصراع الخارجى بين المحورين الإيرانى - القطرى، والإماراتى - السعودى، الذى انعكس بدوره على الداخل المصرى، مضيفاً: «الدعوة السلفية تحذو حذو المحور السعودى - الإماراتى، بينما الإخوان تعمل مع القطرى - الإيرانى، فى حين رفض المجلس العسكرى الشرط القطرى لدعم البلاد مالياً بالتقارب مع الإيرانيين قبل الحكم الحالى، مقابل الحصول على الدعم من جهة وتحت دعاوى ما يمكن أن تدره السياحة الإيرانية على البلاد من جهة أخرى». وأوضح «ربيع»: هذه المعادلة يمكن أن تكون مجالاً لاستقطابات الداخل فى مصر بين حكم الإخوان، وبين جبهة الإنقاذ الوطنى، التى يمكن أن «ترتمى» فى كفّى السلفيين والنور، مقابل أن «يرتمى» نظام الحكم على قطر وإيران، ويكون هناك أرضية سياسية تُخدّم على هذا الاستقطاب.