سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شروط الإسلاميين للرئيس قبل زيارته لإيران التخلى عن بشار ووقف تهديد الخليج برهامى يصف محاولات نشر المذهب الشيعى بال«الخط الأحمر».. حسان: قطع العلاقات مع الدول ضعف.. ومسئولية الأزهر التصدى للشيعة
تباينت آراء الجماعات والتيارات الإسلامية حول زيارة الرئيس محمد مرسى المرتقبة لإيران، بعضهم انتقد الزيارة استنادا للخلافات المذهبية بين السنة والشيعة والتخوف من نشر المذهب الشيعى، فيما حاول البعض الآخر تقييم الزيارة فى ضوء العلاقات الدولية التى تحكمها المصلحة العليا والأمن القومى. ومن جانبه وضع الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس مجلس الدعوة السلفية بالإسكندرية، ما سماه «الخطوط الحمراء لزيارة إيران»، مشيرا إلى ما اعتبره خصومات عقائدية عميقة بين أنصار التيار السلفى، والتيارات الشيعية.
وفى مقال نشره موقع «صوت السلف» الذى يخضع لإشرافه الشخصى، أقر برهامى بوجود موازنات صعبة وسط تخوفات حول مستقبل المنطقة كلها، خاصة أن مصر ما بعد الثورة، ينبغى أن يكون لها علاقات متوازنة مع كل دول العالم، الإسلامية وغير الإسلامية، والسنية وغير السنية.
وقال: «تظل محاولة الغزو الشيعى الفكرى خطا أحمر فى علاقتنا بإيران، بالنظر إلى محاولاتها إثارة الفتن والقلاقل فى الدول السنية المجاورة، ورصد الملايين لنشر مذهبها المتعصب، الذى هو نظريا وعمليا وتاريخيا غاية فى السوء من أهل السنة، وبالنظر إلى تاريخهم فى مصر خلال الفترة الفاطمية، التى فرضت المذهب الاثنى عشرى على المصريين طيلة 3 قرون».
ورفض برهامى التقارب بين أهل الكتاب والسنة، وبين الشيعة «الرافضة»، إلا بعد الرجوع عما سماه «أصول المنهج المنحرف»، داعيا إلى تأسيس علاقات ومصالح متوازنة ومنضبطة، كما حذر بأن تستخدم المصالح الاقتصادية المشتركة بين مصر وإيران، ودواعى التدريب والدراسة والتسوق، بمثابة «باب لنشر الفكر الشيعى بطرق مباشرة وغير مباشرة»، منبها إلى ضرورة أن يظل هذا الأمر تحت المجهر.
وطالب بضرورة توقف إيران عن محاولات الهيمنة على دول الخليج العربى، وإثارة القلاقل والاضطرابات فى هذه الدول، من جانب ما سماهم ب«الأقليات الشيعية»، وقال: «لا يمكن أن تستقيم علاقات متوازنة مع إيران قبل توقف هذه المحاولات».
ورفض برهامى الحديث عن تحسين للعلاقات بين مصر وإيران، قبل توقف «جريمة دعم النظام الإيرانى للنظام السورى الطائفى العلوى»، الذى يقود حرب إبادة ضد شعبه المسلم السُّنى، وقبل وقف الاضطهاد المنظم والمستمر لأهل السنة فى العراق وإيران، مضيفا: «أهلنا فى العراق وإيران تربطنا بهم صلات المحبة والموالاة، والشفقة والنصح، ولا يجوز إهدارهم من أجل مصالح اقتصادية».
من جانبه أكد محمد حسان، مدير المكتب الإعلامى للجماعة الإسلامية، عدم صدور موقف رسمى حتى الآن من الجماعة أو حزبها السياسى «البناء والتنمية» حول زيارة مرسى لإيران، منوها إلى ضرورة النظر إلى علاقات الدول فى إطار المصلحة العامة والأمن القومى، واستنادا إلى أن مصر دولة كبيرة فى المنطقة، وصاحبة ثقل سياسى واقتصادى وحضور جغرافى قوى.
وأضاف حسان ل«الشروق»، «مصر دولة كبيرة وتتمنى جميع الدول الدخول فى علاقات سياسية معها، فى إطار المصلحة العامة والأمن القومى وليس على القاعدة الشرعية يجوز أو لا يجوز، فإذا كانت هناك علاقات مع أمريكا وإسرائيل، فمن الأولى ألا نستثنى دولة إيران».
وحمّل الأزهر الشريف والمؤسسات الدينية والدعوية مسئولية مقاومة محاولات المد الشيعى فى مصر، واختراق المجتمع المصرى السنى والتصدى لها، واصفا مسألة قطع العلاقات مع الدول بأنه «نوع من أنواع الضعف».
فيما اعتبر د. هشام كمال، عضو المكتب الإعلامى للجبهة السلفية، أن توقيت زيارة مرسى لإيران «غير موفق»، خاصة أن إيران هى الداعم الأساسى لنظام بشار الأسد فى سوريا، وبشكل أكبر من روسيا والصين.
وطالب كمال بفرض مصر شروط مسبقة تجاه إيران قبل بحث سبل إعادة العلاقات بين البلدين، ويحددها فى الآتى: «وقف إيران دعمها لنظام بشار الأسد مع تقديمها ضمانات حقيقة بعدم تدخلها فى الشأن الداخلى السورى، ورفع يدها عن دول الخليج وتهديدها لأمن تلك الدول القومى»، وتابع: «إيران تقوم بدعم التيار الشيعى فى السعودية مثلما حدث منذ أسبوعين تقريبا، وتعاملت أجهزة الأمن السعودية بشدة مع تلك المحاولات».
وتوقع كمال أن تنال تلك الزيارة سلبا من أسهم وشعبية مرسى فى مصر، مشددا على ضرورة إقامة علاقات بين البلدين بعد التفاهم على الزوايا السابقة، خاصة أن إيران تسعى لتحسين علاقاتها بالقاهرة لأن الأخيرة تمثل بوابة عبورها إلى منطقة الشمال الأفريقى، ولما تتمتع به مصر من وضع إقليمى متميز.
وأضاف: «إيران تريد إقامة علاقات مع مصر بأى ثمن، ويجب استغلال تلك الرغبة لصالح مصر والمنطقة بأكملها، فإيران دائما ما تضع قضية فلسطين على رأس أولوياتها السياسية، لتكسب من خلاله تعاطف الشعوب فى المنطقة».