سأنتقل للإقامة فى قصر الرئاسة إذا تطلب الأمر ذلك ابنتى والغناء أرفض لقب السيدة الأولى وسأستمر فى عملى.. ولن أكون نسخة من زوجات الرؤساء السابقين تأخر زواجنا بسبب اضطهاد صباحى بعد لقائه الشهير مع السادات وسائقه دهسه بالسيارة «سيدة مصر الأولى» هو لقب شرفى لزوجة الرئيس يُمنح لها، لزوم الوجاهة الاجتماعية فقط، دون أن يكون له أى تفسير أو سند قانونى أو دستورى. وبقراءة تاريخ رؤساء مصر، منذ تولى جمال عبدالناصر الحكم، وحتى تنحى الرئيس المخلوع، نجد الصورة قد تغيرت، فمن السيدة تحية عبدالناصر، التى اختارت الابتعاد عن الحياة السياسية، وفضلت لقب «حرم الرئيس» على «السيدة الأولى»، مروراً بجيهان السادات، التى دشنت نموذج «السيدة الأولى»، وصلنا إلى «سوزان مبارك» التى قفزت باللقب الشرفى، لتشارك فى صنع القرار، دون أن تستند فى ذلك على أسس دستورية أو قانونية. وعلى عكس التوقعات، بدت زوجات مرشحى الرئاسة، أكثر ميلاً لنموذج تحية عبدالناصر، أو «حرم الرئيس»، وليس «السيدة الأولى» على طريقة جيهان وسوزان، وربما تكون اللعنة التى أنزلتها الثورة على زوجة الرئيس المخلوع، هى سبب نفور زوجات مرشحى الرئاسة، من لقب «السيدة الأولى». «الوطن» اقتربت أكثر من زوجات مرشحى الرئاسة، لتعرف مواصفات وطباع المبشرات بلقب «سيدة مصر الأولى» و «حرم الرئيس» بالطبع، وأجرت معهن سلسلة حوارات، سنوالى نشرها تباعاً. الناشطة الحقوقية سهام نجم، زوجة المرشح للرئاسة حمدين صباحى، تعرفت عليه فى الحركة الطلابية فى الجامعة، وأعلنا الخطوبة فى مظاهرات الانتفاضة الشعبية ضد ارتفاع الأسعار.. تأخرت فى زواجها بسبب الاضطهاد الذى تعرض له زوجها بعد مقابلته الشهيرة مع السادات، وكانت الزوجة المصرية الأصيلة خلال 17 مرة اعتقل فيها، ترفض لقب السيدة الأولى، وترى أن الإعلام هو السبب فى الأخطاء التى تقع فيها سيدات العالم بسبب الهالة التى يعطيها لهن، تطالب باستمرارها فى عملها «تنمية التعليم وتعليم الكبار» حتى بعد أن يتولى زوجها الرئاسة. نبدأ بتعريف «سهام نجم» الزوجة والإنسانة؟ - سهام نجم من محافظة بورسعيد، خريجة كلية تجارة جامعة القاهرة، حاصلة على دراسات عليا من معهد الدراسات التربوية، وماجستير دبلومة عامة فى تعليم الكبار، أم لسلمى ومحمد، وزوجة لحمدين صباحى وناشطة فى اتحاد الطلاب الثانوى، ونائب رئيس اتحاد طلاب المدرسة، وبعد انتقالى للجامعة كنت أمين لجنة صحفية وسياسية بالكلية. كيف كانت ظروف تعرفك على «حمدين صباحى»؟ - تعرفنا من خلال الجامعة وتقابلنا فى مجال الحركة الطلابية سنة 73 - 1974 فى مظاهرات ضد حالة «لا سلم ولا حرب»، وكنا نطالب فيها السادات بضرورة استعادة الكرامة المصرية فى تحرير أرضنا المسلوبة، ووقتها كانت مظاهرة ضخمة شارك فيها كل شباب الجامعة. هل نشأت بينكما قصة حب فى هذه الظروف؟ - لم تكن قصة حب فى البداية، كانت لدينا أهداف محددة تقابلنا عليها، وكان هناك قدر من التشابه بيننا؛ لأنه كان رئيس اتحاد طلاب، وأنا كمان فى المدرسة الثانوية، وارتبطنا فى سنة رابعة قبل الامتحان بشهر فى تاريخ 20 مارس، وبعد التخرج أعلنا الخطوبة فى 1/1/1978، وأتذكر بعدها ب15 يوماً كان موجوداً فى مظاهرات الانتفاضة الشعبية ضد ارتفاع الأسعار، ووقعت المواجهة الشهيرة بعد ذلك مع أنور السادات وسرت شائعة أن حمدين دُهس بسيارة، وقُتل، وتزوجنا بعد فترة بسبب اضطهاده بشدة رغم أنه طلع الأول على الدفعة وعُيّن معيداً فى الكلية وتقدم للعمل فى الإذاعة والتليفزيون إلا أنهم منعوه من تقلد أى موقع وظيفى حكومى، وعملنا «فرح بسيط» فى بلطيم مكان سكننا. من أبناؤك؟ - لدى سلمى متزوجة، وحفيدة اسمها «حلم»، ابنتى تعمل إعلامية ومذيعة فى إحدى القنوات الفضائية الخاصة، وابنى محمد تخرج فى معهد سينما، وعمل مساعداً ليوسف شاهين وخالد يوسف فى أكثر من فيلم ويحضّر الآن لفيلمه الجديد. هل توافقين على منحك لقب السيدة الأولى؟ - بالطبع لا.. زوجة الرئيس القادم لا بد أن تعمل على دفع العمل الوطنى لصالح الأمة والوطن وهذا ليس معناه الاستئثار بالواجهة الإعلامية، ولكن على زوجة الرئيس أن تبقى على ما هى عليه وألا تغير سلطة زوجها حياتها وأن تعمل فى ظل السياق وذات النطاق التى كانت تعمل فيه قبل تولى زوجها منصب رئيس الجمهورية، ومن أجل ذلك أقول بكل قوة: وداعاً للكلمات الرنانة فى الإعلام سواء سيدة مصر الأولى أو السيدة الفاضلة أو غير ذلك؛ لأن كل سيدة فى مصر تستحق هذه الألقاب ولا يمكن أن يكون هناك تفضيل لسيدة على أخرى إلا من خلال العمل الوطنى ولصالح الأمة والوطن وليس لصالح الذات والنفس. هل وقعت زوجات الرؤساء السابقين فى أخطاء ممارسة دورهن؟ - المشكلة ليست فى أخطاء زوجات الرؤساء بقدر ما هو خطأ الإعلام الذى صنع هالة حول الرئيس وأسرته، «إحنا عندنا نموذج فى الشارع المصرى وما يقال حول زوجة الرئيس السابق هو نموذج صعب جداً؛ لأن به استغلالاً للنفوذ والسلطة والثروة وليس للزوجة فقط بل لعائلته كلها فأصبحت البلد كأنها (تكية) وهو ما يعتبر سيطرة سياسية واقتصادية على مقدرات البلد وهذا غير مطروح على الإطلاق بعد ثورة 25 يناير». أى النماذج أقرب لكِ فى حالة تولى حمدين للرئاسة «تحية عبدالناصر» أم «جيهان السادات» أم «سوزان مبارك»؟ -لن يكون هناك أحد نسخة من الآخرين بالقريب أو البعيد، ولكن كل من مارس دوراً فى تاريخ مصر فى إطار ظروف اجتماعية واقتصادية وسياسية محددة مشكور عليها، وأعتقد أن الشعب ذكى اجتماعياً جداً، وهو يعلم من هى زوجة الرئيس التى أدت دوراً يتوافق مع هذه الظروف الاجتماعية والسياسية الحالية، ويريد تكرارها. إذن ما دورك فى حالة تولى زوجك الرئاسة؟ - دورى أن أمارس عملى الذى كنت امتهنه قبل تولى زوجى الرئاسة، مع الابتعاد عن أى نفوذ وسلطة من أى نوع وأبتعد عن الإعلام قدر الإمكان وسأرفض أى تشكيل هالة جديدة نحوى، أو ديكتاتور جديد حولى، وسأمارس عملى فى تطوير منظومة التعليم وتطويره الأساسى ومحو الأمية وتعليم الكبار للمستقبل ومن خلالها نطالب بحقوق المرأة. ما دورك فى حملة دعم حمدين لانتخابات الرئاسة؟ -أنا عضو فى لجنة البرنامج للحملة مع المنسق العام الدكتور «بهى الدين عربون» أستاذ القضاء، وأسهمت بعمل الورقة الخاصة بالتعليم التى وضعها «حامد عمار». هل شاركتِ فى الحملة الانتخابية الدعائية؟ - أنزل بعض المواقع مع حمدين بشكل محدود، مثلا عندما نزل منطقة أرض اللواء بالجيزة كنت معه، وفى العديد من المناطق الشعبية والعشوائيات، فنحن فى الحملة نحدد المنسق واللجان الرئيسية التى تنزل مع حمدين فى المنطقة المختارة، وحتى ظهورى الإعلامى كزوجة يتحدد فى إطار الحملة. سهام نجم كمواطنة مصرية.. لماذا ستنتخب حمدين صباحى؟ - أنا أرى أن الناس لا بد أن تعرف تاريخ المرشح قبل اختياره، «الذى يشعر بآلام الناس وبمعاناتهم وحتى غير القادرين»، وحمدين طول عمره مهموم بالناس علشان كدة شعاره «واحد مننا.. وخير البلد دى هيروح لأهلها مش للخاصة»، ولو حمدين أصبح الرئيس أعتقد أنه قادر على خلق مؤسسات ديمقراطية معلنة بشكل شفاف ومستقلة بقرارها تستطيع أن تحاسب الرئيس وتحد من نفوذ بعض القوى المسيطرة على القرارات. هل يساعدك حمدين فى الأمور المنزلية؟ - حمدين زوج غير متعاون داخل المنزل أغلب الوقت خارجه، ولو داخله معندوش فرصة إنه يساعد فى المطبخ أو المهام المنزلية إطلاقاً، وهذا لا يمنع أنه يطلب منى دائماً أكل صينية البطاطس. وماذا عن تربية الأبناء؟ - حمدين شارك بقوة فى تشكيل وجدان أولاده خاصة أنه اعتقل نحو 17 مرة فى حياته.. ربى سلمى ومحمد على أغانى سيد مكاوى والشيخ إمام لدرجة أن المدرسين كانوا يستغربون «إزاى الأطفال دول حافظين أشعار الشيخ إمام». 17 مرة ألقى القبض على زوجك.. أيها كانت الأصعب عليكِ؟ - أعتقد أن المرة الأولى لا تُنسى خاصة أنها كانت فى أول عيد زواج لنا ويوم عيد ميلاد حمدين 5-7-1979، زوار الليل اقتحموا منزلى، وأكثر من سبع ساعات تفتيش فى كل جزء فيه ثم قبضوا عليه وقالوا إن التحقيق لن يستغرق أكثر من ساعة، وغاب أكثر من أسبوعين دون أن أعرف عنه شيئاً، حتى سمحوا لى بزيارته بعد وساطة قوية من الوزير عثمان أحمد عثمان، وكانت التهم كالعادة الانضمام إلى تنظيم ناصرى وقلب نظام الحكم.. «أعتقد أن أول مرة كانت الأصعب لأن ماكنش معايا فيها لا أهلى ولا أهله». ما أصعب لحظات حياتك مع أبنائك فى ظل ظروف القبض على زوجك؟ -فى عام 1997 ألقى القبض على حمدين، كانت ابنتى سلمى فى الثانوية العامة، ومحمد فى ثالثة إعدادى، وحصلت على تصريح بزيارته فى سجن طرة من نقابة الصحفيين، وهناك المسافة بين باب السجن الداخلى إلى الداخل أكثر من 3 كيلومترات، وكنا نحمل كميات كبيرة جداً من الطعام والملابس للجميع، وطلبنا أن ندخل بالسيارة إلا أنهم رفضوا، فحملنا الأشياء إلى الداخل وأثناء السير مرت بجانبنا سيارة مرسيدس فارهة، علمنا فيما بعد أنها سيارة لزيارة خاصة للجاسوس الإسرائيلى عزام عزام، ويومها كان حمدين «مضروب» فى جميع أجزاء جسمه وكانت الزيارة فى وجود ضابط ورفضوا مد الزيارة عن 10 دقائق.. أبنائى فى تلك الليلة لم يعرفوا النوم، وكانت الحسرة بداخلهم ولكن لم يعبروا بها لى حتى لا أتألم. هل ستنتقلين إلى قصر الرئاسة بعد تولى زوجك الحكم؟ - إذا تطلب الأمر ذلك فلمَ لا. من أين تتسوقين ملابسك؟ - أنا سيدة عملية جداً، بعض الملابس أشتريها من محلات، ميهمنيش أجيب ملابسى منين بقدر حاجتى لها المهم الذوق يكون عاجبنى بالإضافة إلى «إنى بعمل تصميم لملابسى». هل سيتغير نمط ملابسك إذا تولى زوجك الرئاسة؟ - «لا..أنا ليا نمط لبس معين مش عايزة اختلف عن سهام اللى كانت موجودة قبل كدة مش عايزة أكون مختلفة ولا مدعية، وحمدين نفس الحالة وحالته أعلى منى». ما توقعاتك لحمدين هل سيتولى منصب الرئيس أم نائب الرئيس؟ - «حمدين» واصل لقطاع كبير من الشعب وفكرة الرئيس أو لا مش هيصنعها اللى بيشتغلوا على اليوتيوب لا.. اللى هيصنعها الناس اللى وضعت صوتها داخل صندوق الانتخابات، اتجاهات الرأى العام تتغير كل أسبوع وكل 10 أيام ولكن فى النهاية الحاسم هو رأى الشعب المصرى.