طالب اللواء محمد العصار، عضو المجلس الأعلى للقوات المسلحة، رجال الدين بالتدخل لإقناع المعتصمين فى ميدان العباسية بالانتقال لميدان التحرير، مؤكداً أن القوات المسلحة تعرب عن أسفها عن تلك الأحداث. وجدد تأكيد تسليم السلطة قبل 30 يونيو، وشدد على أن المجلس العسكرى ليس له أى مرشح فى الانتخابات الرئاسية. جاء ذلك فى المؤتمر الصحفى العالمى الذى عُقد ظهر أمس بمقر الهيئة العامة للاستعلامات بعنوان «المشهد السياسى خلال الفترة الانتقالية.. القوات المسلحة تلتزم بما وعدت»، وحضره 3 من أعضاء المجلس العسكرى، هم: اللواء محمد العصار واللواء مختار الملا واللواء ممدوح شاهين. وبنبرة تحذير، قال اللواء مختار الملا: «لن نسمح بالتعدى على أى رمز من رموز الوطنية، ومن يحمل السلاح عليه أن يحذر؛ لأننى أحميه بهذا التحذير من نفسه، والرد عليه سيكون دفاعاً شرعياً عن النفس». وأضاف أن وضع مصر الاقتصادى فى خطر بسبب هذه الفعاليات. وردا على سؤال لجريدة «الوطن» حول الفاعل الحقيقى للأحداث، قال الملا: إن النائب العام كلف وزارة الداخلية بجمع الاستدلالات، مشيراً إلى أن الفاعل الأصلى من الموجودين بالميدان ويصعب تحديد من أطلق النار. وقال: «لم نطلب وضعاً خاصاً فى الدستور». وقال اللواء ممدوح شاهين: إن المجلس العسكرى يسعى لوضع الدستور قبل انتهاء المرحلة الانتقالية. وكشف عن أن المجلس كان قد دعا جميع رجال القانون الدستورى فى مصر للمشاركة فى وضع الإعلان الدستورى الذى وافق عليه الشعب فى استفتاء مارس 2011، لكن لم يوجد منهم أحد، مؤكداً أن المجلس الأعلى أخذ رأى كثيرين قبل الاستفتاء. وأوضح أن المجلس الأعلى نأى بنفسه عن اختيار اللجنة التأسيسية لوضع الدستور، حتى لا يتعرض لهجوم، وآثر اختيارها عبر ممثلى الشعب، وهو ما نصَّت عليه المادة 60 من الإعلان الدستورى. كان اللواء محمد العصار قد افتتح المؤتمر بالتأكيد أن المجلس العسكرى يسعى لوضع الدستور قبل انتهاء انتخابات الرئاسة، بناء على سياسة التوافق. وأوضح أن هناك كتلتين فى الساحة السياسية يجب عليهما إعلاء ثقافة التوافق «علشان المركب تمشى»، على حد وصفه. ووجَّه كلامه للقوى السياسية التى وصفها بأنها حديثة العهد بالعمل السياسى قائلاً: «رفقاً بالقوات المسلحة». وتساءل: «كيف يردد البعض أن المجلس الأعلى يسعى لانقلاب عسكرى بعد كل ما فعله فى مساندة الثورة؟ وكيف يقال إنه يحاول استخدام رؤساء الأحزاب لمد الفترة الانتقالية؟». وردا على سؤال حول موقف القوات المسلحة من «مليونية الزحف» اليوم الجمعة، أوضح العصار أن المجلس العسكرى ليس ضد المليونيات، لكن دون استخدام العنف، مطالباً القوى الثورية ب«التوقف عن التعامل بنفس أسلوب ما قبل 11 فبراير 2011؛ لأن القوات المسلحة تدير البلاد لفترة محددة، وليست كنظام مبارك الذى كان يريد الاستمرار فى السلطة». وأشار إلى أن تخوف الشارع المصرى من حصول فصيل سياسى على الأغلبية ليس فى محله، طالما وصل عبر «سلم الديمقراطية وقواعدها». وأعرب العصار عن أسف المجلس الأعلى للقوات المسلحة لضحايا ومصابى أحداث العباسية، وقال: «الدم المصرى غالٍ جداً ويجب ألا يراق إلا للدفاع عن الوطن». وسرد تطور الأحداث الأخيرة أمام وزارة الدفاع، موضحاً أنها بدأت بتحرك مجموعة من المعتصمين لميدان العباسية ووصلت الساعة 2 مساء إلى نحو 3 آلاف فرد، وحاولوا الاحتكاك بعناصر تأمين القوات المسلحة وتطورت الأحداث إلى أن وصل إلى قرار هؤلاء الشباب بالاعتصام أمام جامعة عين شمس ووقعت أحداث مؤسفة بين أهالى العباسية والمعتصمين فجر الثلاثاء الماضى، ونتيجة هذه الاشتباكات توفى مواطن وأصيب البعض، وتتابعت الأحداث بعد ذلك حتى الثالثة فجر الأربعاء نتج عنها 7 وفيات وبعض المصابين، وأمس الخميس بلغ عدد الوفيات 9 وكان هناك 168 مصاباً. وأضاف: «كنا قد قررنا بعد تجارب مريرة أن نترك مهمة التأمين لعناصر من الشباب المعتصم درءاً لحدوث أى مشاكل، سواء من القوات المسلحة أو الشرطة، وهو ما حدث فى العباسية». وأوضح أن الاعتصام فى هذا المكان خطأ؛ لأنه قريب من وزارة الدفاع والمنشآت العسكرية كما يؤثر على الدراسة فى جامعة عين شمس والمستشفى التخصصى. وأضاف العصار أن مطالب المعتصمين تدور حول تسليم السلطة، موضحاً أن المجلس الأعلى ملتزم بتسليمها قبل 30 يونيو 2012، وقال: «اليوم نعلنها بصراحة ووضوح: «إننا ملتزمون بتسليم السلطة قبل هذا الموعد، لأننا لسنا طلاب سلطة؛ لأن المجلس الأعلى ليس بديلاً عن الشرعية فى مصر، وبالتالى لا مجال للمزايدة فى هذا الموضوع؛ لأنه واضح وصريح». وأضاف: «المطلب الآخر يتحدث عن نزاهة الانتخابات». وأعرب عن استغرابه هذا المطلب؛ لأن نزاهة الانتخابات ليست محل شك أبداً؛ ف«القوات المسلحة الموكل إليها أنبل مهمة، وهى الدفاع عن أمن مصر، كيف يتبادر لذهن البعض أن تكون ضالعة فى تزوير الانتخابات؟! لو أردنا تزوير الانتخابات لفعلناها فى الانتخابات البرلمانية التى شهد العالم بنزاهتها، لمصلحة من نزور الانتخابات؟ وكيف نضحى برصيدها وسمعتها فى هذا المجال؟ كما أن مصر تغيرت بعد الثورة؛ فعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء، ومن لديه رغبة فى التزوير لن يستطيع القيام بذلك».