سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
من أصحاب محلات «محمد محمود» و«الفلكى» إلى كل مسئول عنده دم: «أغيثونا» علقوا استغاثاتهم على الجدران ويأملون أن يراها المتظاهرون والأمن و«يحلوا عن المنطقة»
«جرافيتى» شهداء الثورة، ليس فقط ما يُزيّن جدران شارعى محمد محمود والفلكى، فعلى تلك الجدران وضع آخرون رسائلهم واستغاثاتهم موجهة لكل مسئول: «استغاثة.. استغاثة.. الصورة أبلغ من الكلام»، هكذا انتشرت اللافتات التى تصرخ، ممهورة بتوقيع مُلاك المحلات المجاورة لمبنى لاظوغلى الأمنى. ما بين سرينات الإسعاف، وقنابل الغاز المسيل للدموع النفاذة التى تُلامس أنفه، ورغم بعده ما يقرب من 2 كيلومتر عن مقر الاشتباكات الدائرة فى ميدان سيمون بوليفار، يجلس الرجل صاحب اللحية الكثة والجسد البدين، على باب محل قطع غيار السيارات المملوك له، وقف متأملا يرقب بعينيه حركة المارة التى قلت رويداً رويداً بسبب طبيعة الشارع الملاصق للوزارة: «كلنا انضرينا.. بسبب اللى بيحصل فى البلد».. المسيحى الديانة كان قبل الثورة يغلق درف دكانه يوم الأحد من كل أسبوع: «أهو أنا فاتح يوم الأحد.. لأنى خايف المحل يتسرق.. وعلشان أمشّى أمورى.. يمكن يجيلى زبون».. محل النظارات الطبية المجاور ل«دكان طلعت»، خلا من معروضاته المتمثلة فى تلك النظارات الطبية، يقول «أحمد» صاحب المحل: «كل شوية نعرض النضارات.. ولما الشارع يولع.. تتكسر.. فقلت أعرض عينة منهم جوه المحل»، مؤكداً أن كل أصحاب المحلات فى الشارع ممتعضون، وعن رسالة الاستغاثة يقول: «دى رسالة للى عنده دم.. وعاوز البلد تهدى». أحمد يؤكد أن لا أحد يمر من المنطقة، بعد أن سيطر عليها المتظاهرون والأمن معا باشتباكاتهم اليومية، ويرى أن صرخاتهم على الجدران لن يراها سواهم، ورغم ذلك تكبدوا مشقة كتابتها وطبعها ولصقها على الجدران، ومنطقهم فى هذا «يمكن مسئول يخلى عنده دم وينزل يشوف وسط البلد اللى باظ وأهاليه اللى قربوا يموتوا من الجوع، ويمكن نصعب على الأمن والمتظاهرين ويحلوا عن المنطقة ويخلونا ناكل عيش».