بعد أن اعتقد الكثيرون أنهم يسايرون دوماً جماعة الإخوان المسلمين فى مواجهة ما يصفونه بالقوى الليبرالية والعلمانية، فاجأت الدعوة السلفية وذراعها السياسية «حزب النور» الجميع بتأييد الدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح المرشح الذى كانت تعتبره الدعوة «إسلامياً علمانياً».. فما الذى ذهب بهم فى هذا الاتجاه؟ فى حواره التالى مع «الوطن» يوضح الدكتور يونس مخيون عضو، مجلس إدارة الدعوة السلفية ونائب مجلس الشعب، الكثير من الأمور العالقة. فاجأت الدعوة السلفية الجميع بتأييد أبو الفتوح.. لماذا؟ - نحن ننظر للوضع والمعايير العامة، وما يهمنا هو ألا يكون المرشح معادياً للمشروع الإسلامى وأن تكون مرجعيته إسلامية ولديه قبول فى الشارع وحظ فى النجاح، فى مواجهة رموز النظام السابق الذين يريدون أن يستنسخوا حكم مبارك والتبعية للغرب وإسرائيل مرة أخرى. هل موقف مرشح الإخوان ضعيف رغم دعمه من تنظيم قوى ومتمدد؟ - فرص الدكتور محمد مرسى ضعيفة، لأنه تقدم مؤخراً ودفعت به جماعته كمرشح احتياطى، وهو المصطلح الذى أضعفه كثيراً، وصفات الشاطر الكاريزمية جعلت منه مرشحاً يمكن أن يحدث عليه إجماع بين القوى الإسلامية، وهذه الصفات غير متوافرة فى مرسى، ونحن لن نراهن على وضع ضعيف، خاصة إذا جاءت الإعادة بين أبوالفتوح وعمرو موسى وشفيق، ستكون فرصة أبوالفتوح أقوى، لوجود تيارات كثيرة تدعمه، كما أننا لسنا منعزلين عن المجتمع فلنا اختلاط بالناس فى القرى والنجوع، ورصدنا صعود شعبية أبوالفتوح فى مقابل تضاؤل فرص مرسى، وعلى هذا الأساس اخترناه، لأنه لا يرفض المشروع الإسلامى وتاريخه أيضاً إسلامى من أول بدايات نشأة الجماعة الإسلامية، وتحادثنا معه فى بعض المآخذ عليه فوجدنا هناك تحسنا فى خطابه. ألن يكون لهذا القرار تبعات على الدعوة وحزبها إذا رفضته بعض القواعد؟ - على العكس تماماً.. نحن أجرينا استطلاعاً للحزب فوجدنا أن 80% يؤيدون أبوالفتوح وهناك ارتياح كبير جداً فى القواعد السلفية بعد هذا الاختيار. لكن أبوالفتوح فى عيون السلفيين أيّد المواطنة بشكل كامل وزار نجيب محفوظ وغيرها من الأمور التى ترفضها الدعوة السلفية. - المواقف ذاتها عند الإخوان طبق الأصل، ليس هناك اختلاف كبير. ألن ينعكس هذا القرار سلباً على علاقتكم بالإخوان؟ - لا أعتقد، فهذه مواقف سياسية، ولو أخذوا منا موقفاً سيكونون مخطئين، ففى السياسة لا بد أن يحترم الإخوان آراء الآخرين ووجهات نظرهم، واختلاف المواقف هذا أمر وارد فى العمل السياسى وليس مطلوباً أن تتطابق معهم فى كل شىء، نحن نأخذ الموقف الذى نراه صحيحاً ونتحمل نتائجه ونعتقد أن هذا الموقف لن يكون له تأثير إن شاء الله. عبدالمنعم الشحات قال لا يجب أن يستأثر تنظيم الإخوان بكل شىء ومع الوقت نخلق مستبداً جديداً.. ما رأيك؟ - هذا كلام صحيح، فلو كانت الجماعة منظمة وكبيرة وأمسكت بمفاصل الدولة ستستأثر بالقرار والرأى، بالإضافة إلى علمى بأن كثيراً من الإخوان سيدعمون أبو الفتوح. ألا يُعد تأييدكم لأبوالفتوح مفارقة بعد تأييد الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح لمحمد مرسى مرشح الإخوان؟ - الهيئة ليست لها قواعد، وهى مجموعة من الدعاة والعلماء ويمكن لأى شخص أن يجمع مجموعة من العلماء والدعاة، وأعتقد أنها شبه مسيطر عليها من الإخوان.