من سيدعم السلفيون ؟ و ما شروطهم في دعم مرشح الرئاسة القادم ؟ و هل سيفصحون عن أسماء جديدة أم سيدعمون أحد المرشحين الموجودين حاليا ؟ أسئلة تتردد كثيرا في الأوساط السياسية لما تتمتع به الدعوة السلفية من جماهيرية و شعبية كبيرة في الشارع المصري تحدثنا مع الشيخ " عبد المنعم الشحات – المتحدث بأسم الدعوة السلفية " و طرحنا عليه هذه الأسئلة و صرح لبوابة الشباب : نحن الى الأن لم نصل الى قرار حاسم في دعم أحد المرشحين ذوي الخلفيات الأسلامية الذين رشحوا أنفسهم في هذه الأنتخابات و لن نحسم هذا الأمر بشكل نهائي الا بعد غلق باب الترشح و معرفة كل الأسماء التي تنوي الترشح و لا يوجد لدينا سوى معيارين في اختيار المرشح الذي ننوي دعمه في هذه الأنتخابات و هم إيمانه بالهوية الإسلامية لمصر وموقفه من قضية الشريعة، وتمتعه بالقدرة الكافية على إدارة الدولة واتخاذ القرار، خاصة في ظل الأزمات والملفات الضخمة التي سيكون على الرئيس القادم أن يواجهها بمجرد توليه المنصب و عن حقيقة تخلي الدعوة السلفية عن دعم المرشح السلفي المحتمل للرئاسة حازم صلاح ابو اسماعيل أضاف قائلا : الدعوة السلفية الى الأن لم تتخلي عن دعم أحد لأنها الى الأن لم تدعم اى أسم و نحن الأن في مرحلة دراسة البرامج التي يقدمها كل مرشح على حدى و سيكون الأقرب لدعمنا المرشح ذو الخلفية الأسلامية الذي تتوافر فيه الشروط و بالطبع سيكون حازم صلاح ابو اسماعيل و عبد المنعم ابو الفتوح و محمد سليم العوا في قائمة دراستنا و اذا دخلت أسماء أخرى في الفترة القادمة سيجرى دراسة برامجها و سندعم من هو الأصلح و عن الأتفاق مع الأخوان المسلمين على مرشح للرئاسة قال : بالطبع سيكون هناك اجتماعات بين الدعوة السلفية و الأخوان المسلمين و لكن الأن كل منا يبحث و يدرس مميزات و عيوب المرشحين و لم نصل الى المرشح الذي سنقوم بدعمه و بالرغم من تأكيد الشحات على امكانية دعم كل من ابو اسماعيل و العوا و ابو الفترح الا أن الباحث " على عبد العال – الباحث في الملف السلفي " و المقرب جدا من الدعوة السلفية صرح لبوابة الشباب قائلا : بالرغم من العدد الكبير من الدعاة والكيانات والأحزاب السلفية الذين امتدحوا الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل وأشادوا به وبمواقفه وأخلاقه، ومنهم من أعلن دعمه صراحة في السباق الرئاسي، إلا أن الآمال تبدو بعيدة أكثر من أي وقت مضى في مسألة حصول المرشح الإسلامي المحتمل لرئاسة الجمهورية على تأييد رسمي من "الدعوة السلفية" أكبر جماعة سلفية في مصر والتي يتوقع أن يكون لها دور كبير في حسم السباق الرئاسي بين المتنافسين.
حيث تشير دلائل عديدة إلى تحفظ شديد بات يبديه شيوخ الدعوة السلفية تجاه مسألة تأييد أبو إسماعيل، وهو تحفظ يرقى في أحيان كثيرة إلى الرفض بما يجعله (أبو إسماعيل) ربما يكون في ذيل القائمة التي يمكن أن يضعها السلفيون لأسماء المرشحين الحاليين للرئاسة و أضاف قائلا : ان السلفيون أنهم ما زالوا حتى الآن في مرحلة البحث عن مرشح يصلح، وقد باتوا بين خيارين: إما أن يظهر مرشح جديد خلال الأيام القادمة لم يكن في الحسبان، تتوفر فيه الصفات الكافية لتولي أعلى منصب في البلاد، أو أنهم سيلجئون إلى اختيار من بين أفضل الموجودين مع العمل على معالجة جانب النقص فيه أو بمعنى آخر تفادي عيوبه أو تحييدها.
حيث يرى السلفيون أن لكل من المرشحين الإسلاميين الحاليين (الدكتور العوا، ود.أبوالفتوح، والدكتور الأشعل، والدكتور باسم خفاجي، ود.حازم أبوإسماعيل) ميزات كما فيه من عيوب إلا أنهم يتحفظون كثيرا أمام مسألة المجازفة بقبول مرشح مع علمهم بما فيه من عيوب.
فالدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ربما يعيبه ضعف مهاراته الإدارية، وانفتاحه على الليبراليين لكنه ليس متهورا. والدكتور محمد سليم العوا رجل دولة من الطراز الأول لكن مفهومه عن الشريعة به قدر من التهاون كما أن أخطر نقطة فيه هي موقفه من الشيعة وإقامة علاقات مع إيران.. ومن ثم فلا يوجد من بين المرشحين الحاليين من يمكن أن يقال أنه مقبول مائة بالمائة.
ويدرك السلفيون مدى الشعبية التي بات يتمتع بها حازم أبو إسماعيل بين العامة، وأيضا لدى شريحة كبيرة من الشباب الإسلامي، وخاصة السلفي في ظل خطابه الإعلامي القوي والشريحة الكبيرة من الشباب التي تلتف حوله، إلا أنهم يرون أيضا في حجم المسؤولية المترتبة على إعلانهم دعم مرشح ما دون غيره، وأهمية المنصب في واقع ومستقبل البلاد داعيا كبيرا إلى التثبت والتمهل حتى إدارة نقاش جاد وكافي للوصول إلى قرار صائب له من المبررات ما يمكن أن يقنع المصريين ومن بينهم القاعدة العريضة من الشباب السلفي.
من جهة أخرى، تبذل أطراف إسلامية جهودا حثيثة بهدف فتح قنوات الحوار بين الإخوان والسلفيين حول مرشح إسلامي يمكن الاتفاق عليه، إلا أن هذه القنوات غالبا ما تتعثر أمام حيرة أكبر جماعتين إسلاميتين في المسألة حتى الآن مع الدلائل العديدة التي تؤكد أن كل منهما لم تصل إلى مرشحها حتى الآن.
ويرى السلفيون أنه يمكن الاتفاق مع الإخوان حول مرشح واحد في كل الحالات إلا في حالة انتهى موقف الإخوان المسلمين إلى تأييد مرشح علماني، وهو أمر بات مستبعدا في ظل المعارضة الشديدة التي لقيتها تصريحات مرشد الإخوان حول رفضه دعم أي مرشح إسلامي وهي التصريحات التي خففت منها قيادات الجماعة فيما بعد مؤكدة أنها لا تعارض تأييد مرشح إسلامي لرئاسة مصر.