قال الأنبا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية، إن البابا شنودة الثالث هو الهرم الأول من الأهرامات الثلاثة فى التاريخ المسيحى الحديث، مضيفا أن هرم الاستشهاد هو الهرم الثانى، لافتا إلى أن الكنيسة قدمت شهداء كثيرين عبر العصور هم بذار النمو الكنسى أمثال الشهيد مارمينا العجايبى، والشهيدة دميانة. وأشار تواضروس خلال كلمته فى افتتاح المؤتمر العالمى السادس لدراسة التاريخ والرهبنة بدير القديسة مريم بالمحرق فى محافظة أسيوط إلى أن الهرم الثالث هو هرم النساك الذين قدموا الرهبنة هدية أرض مصر للعالم كله، بحسب قوله. وأكد بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية أن زيارته لدير المحرق بمثابة دعوة ربانية لأنه عقب تجليسه فكر بأى دير يبدأ زيارته للأديرة من منطلق أنه راهب، حتى فوجئ بالدكتور فوزى إسطفانوس المشرف على تنظيم المؤتمر يزوره ليدعوه للمؤتمر، معقبا: «اعتبرتها دعوة ربانية للبدء بهذا الدير». وأوضح أن المؤتمر مصرى خالص لأنه يبحث فى كتاب الحضارة المصرية العظيمة، مشددا أنه غير موجه للمسيحيين وحدهم بل لكل المصريين حتى يعلم الجميع تاريخ هذه الأرض الجميلة، مختتما كلمته قائلاً: «انعقاد هذا المؤتمر فى دير يعطى خدمة جديدة للأديرة، وهى أن تفتح أبوابها للدراسات العلمية». وسادت حالة من الاستياء الشديد بين رجال الدين الإسلامى وأعضاء الأحزاب والتيارات الدينية بسبب عدم توجيه الدعوة لهم لحضور مؤتمر البابا، وقال عدد من رجال الدين الإسلامى -رفضوا ذكر أسمائهم- إنهم لو دُعوا لأجابوا الدعوة تأكيدا للوحدة الوطنية، وانتقدوا تجاهل مسئولى الكنيسة دعوة رموز ورجال الدين الإسلامى والسياسيين لاستقبال البابا. من جانبه، أكد القمص باخوميوس المحرقى، وكيل دير المحرق بأسيوط، أن حضور قداسة البابا تواضروس الثانى، لافتتاح فعاليات المؤتمر العالمى السادس لدراسة التاريخ المسيحى والرهبنة فى محافظتى أسيوط والمنيا، زيارة دينية وليست سياسية، موضحاً أن قداسة البابا قرر أن تكون الزيارة لأسيوط روحانية وبعيدا عن الحديث فى السياسة، الأمر الذى دعاهم إلى عدم توجيه دعوات لأحد من السياسيين ورموز الدين الإسلامى. من جانبه، قال الأنبا بنيامين المحرقى منسق المؤتمر، إن أبحاث وحلقات المؤتمر النقاشية ودراساته تدور حول تاريخ أديرة المنطقة والمغارات وآثارها ورهبانيها وحياتها الديرية وتراثها، مشيراً إلى أن قداسة البابا سيجتمع مع مجمع الآباء الرهبان بالدير خلال زيارته الرعوية، وسيختتم الزيارة بترأسه لصلاة القداس الإلهى بكنيسة مارجرجس بالدير بحضور نيافة الأنبا ساويرس رئيس الدير والآباء الأساقفة ومجمع الآباء والرهبان.