الفعل واحد (انتهاك)، ورد الفعل واحد أيضاً (صمت). قبل 14 شهراً فى شارع مجلس الشعب، تجردت «فتاة» من ملابسها، على يد أفراد تابعين للقوات المسلحة، حتى ظهرت عورتها، وأمس الأول تجرد رجل من ملابسه أمام قصر الاتحادية على يد أفراد الأمن المركزى، حتى ظهر كيوم ولدته أمه، الأهم من هذا وذاك أن «الإخوان» صمتوا فى المرتين، وكأن من تعرت ومن سُحل ليسا بشراً تستحق إهانتهما الإدانة. فى واقعة «ست البنات»، قال الإخوان «إيه اللى وداها هناك؟» وفى واقعة «سيد الرجالة» لم يختلف الرد كثيراً: «ده بلطجى ويستاهل اللى جرى له»، بل ذهب بعضهم إلى اتهامه ب«الشذوذ»، وآخر اتهمه باحتراف الإجرام، فرد عليهم نشطاء «الإنترنت»: أفلا تخجلون؟ «إيه اللى يخليها تلبس عباية من غير هدوم تحتها وإحنا فى عز البرد؟» تبرير آخر ردده الإخوان على صفحاتهم الإلكترونية؛ تعليقاً على أحداث سحل «ست البنات»، ولم يختلف الموقف الرسمى من حادثة الاتحادية عن ذلك الموقف كثيراً؛ فتعليق سعد الكتاتنى رئيس حزب الحرية والعدالة على صفحته الرسمية على «فيس بوك»، ساوى بين عنف الشرطة وغضب المعارضين قائلاً: «نرفض العنف أياً كان مصدره، ونرفض الاعتداء على قصر الرئاسة بقنابل المولوتوف، كما ندين فى ذات الوقت أى انتهاك لحقوق الإنسان وأى انتهاك لكرامة المواطن». مراد على، المتحدث الرسمى باسم الحزب، أكد نفس الاتجاه قائلاً: «عندنا جندى مظلوم طول الوقت ممكن عقله ينفلت فى لحظة جنون، ومواطن معارض من الممكن أن يكون مسالماً موجوداً بالصدفة حمل وزر ما فعله البلطجية، الذين يهاجمون مؤسسات الدولة». مضيفاً «موقفنا متوازن جداً ولا يحق لأحد أن يزايد علينا تجاه حقوق المواطنين».