جرت العادة أنه إذا تصادف وقوع أى توترات داخلية فى أى دولة فى العالم، أثناء غياب رئيسها، يقطع الرئيس زيارته ويعود إلى البلاد، أما فى مصر فالوضع مختلف لأن التوترات والفوضى الداخلية التى تشهدها البلاد فى حضرة الرئيس، يتبعها سفره إلى الخارج واستئناف جدول أعماله بلا أى تعديل، وهذا ما تكرر أكثر من مرة مع الدكتور محمد مرسى. زيارة «مرسى» لألمانيا أثناء توتر الوضع الداخلى أعقاب إحياء الذكرى الثانية لثورة 25 يناير، لم تكن الأولى التى تتزامن مع وجود اضطرابات فى الداخل، فقد بدأ «مرسى» جولاته الخارجية بعد الانتخابات الرئاسية فى الوقت الذى تشهد فيه مصر نزاعاً محتدماً بين المحكمة الدستورية والرئاسة بسبب قرار عودة مجلس الشعب. كما تزامنت زيارته لكل من الصين وإيران وأمريكا وتركيا وأوغندا مع وجود أزمات داخلية، وهو ما برره ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بأن الرئيس مرسى يرغب فى توصيل رسالة للدول الغربية بأن فى مصر حكماً رشيداً، وزعامة قوية، وأن ما يحدث هو مجرد أزمات عابرة. وقال إن توقيت زيارة «مرسى» لألمانيا فى ظل الأزمة الراهنة يبين صعوبة موقفه السياسى، وأنه متلهف على أى وسيلة تمنحه مصداقية لدى الرأى العام الخارجى، متصوراً أنه قادر على تحقيق هذه النتيجة بزياراته الشخصية ولكن واضح جداً أنه لا يدرك أن زعماء العالم الغربى قد يقدمون الاهتمام لما يقوله، لكنهم لا يترجمون هذا الاهتمام إلى دعم خارجى حقيقى، معلقاً «للأسف كل هذه الزيارات محكوم عليها بالفشل».