تأتى الإسماعيلية على رأس المحافظات التى تسهم فى ضخ عملة صعبة تنعش الاقتصاد المصرى، بفضل وجود قناة السويس التى تُعد أهم مرافق الدولة وتجلب سنوياً مليارات من شأنها النهوض بباقى مرافق الدولة، كذلك لطبيعة الإسماعيلية الساحرة التى تمثل عروس القناة، فإنها تستضيف سنوياً ما لا يقل عن 3 مهرجانات دولية تُنعش السياحة والاقتصاد على السواء، إلا أنها ما زالت تعانى التهميش ومشكلات عديدة أخرى رصدتها «الوطن» برغم الإمكانيات الهائلة التى تتميز بها المحافظة، لكن أهلها ما زالوا يعانون الفقر والبطالة والعشوائية والإهمال. داليا الكيلانى، ناشطة، تقول إن أهم مشكلات الإسماعيلية هى عدم وضعها على خريطة المشروعات التنموية وحل مشكلاتها المتراكمة منذ عهد الرئيس السابق حسنى مبارك، مما أدى إلى وجود حالة احتقان بالشارع الإسماعيلاوى، إضافة إلى ارتفاع نسبة البطالة. وطالبت «داليا» بإصدار قرار سيادى من المحافظ بقصر الوظائف المتاحة بالمحافظة على أبنائها، وذلك فى جميع المؤسسات والهيئات والشركات التابعة للقطاع الحكومى، والضغط على باقى الشركات، وأهمها هيئة قناة السويس وشركة القناة لتوزيع الكهرباء، بالالتزام بتحديد نسبة للعاملين سنوياً لأبناء الإسماعيلية، وتبنى المحافظة بعض المشروعات الصناعية والتجارية التى تنشئها كدعم لتشغيل الشباب، والتنمية فى جميع المجالات التجارية والاقتصادية والسياحية تحد من هذه المشكلة، إضافة إلى القضاء على الفساد. وعلى صعيد المشكلات التنموية، أوضحت «داليا» أهمية تفعيل مشروعات تدوير القمامة، وإعادة افتتاح المصانع التى أُغلقت فى عهد النظام السابق بسبب العراقيل التى فُرضت على أصحابها. مؤكدة أن 51% من مساحة المحافظة تقع شرق القناة، مما يعد مساحة هائلة للتوسع، وهذه الأراضى استولت على كثير منها مجموعة من المنتفعين التابعين للنظام السابق. وبشأن مدينة المستقبل، أوضحت «داليا» أنها مهمَلة، بالرغم من تحمُّل موازنة المحافظة مبلغاً قُدر ب429 مليون جنيه قروضاً تكلفة إنشاء إسكان للشباب، لكنها تعرّضت للإهمال، لأنها لا تصلح للسكن، وتطفو فوق العديد من المستنقعات والبنية التحتية المتهالكة بخلاف سوء الصرف. وطالبت بإعادة فتح ملف مدينة المستقبل، وتفعيل مشروع الإنارة بالطاقة الشمسية ترشيداً لاستهلاك الطاقة واستغلالاً للطاقة النظيفة والطبيعية غير المكلفة، كما طالبت باستكمال خط سكك حديد الفردان، الذى أهمل وسُرقت قضبانه الحديدية بعد تكلفة 700 مليون جنيه، أو دراسة جدواه من جديد والتفكير فى كيفية الاستفادة منه. وقال تامر الجندى، منسق ائتلاف 25 يناير، إن أهم مشكلات المحافظة هى تولى مسئولين حكوميين محدودى الكفاءة، وانتقد عدم تفعيل المحافظ لصلاحياته والتمسُّك بالأوامر التى تصدرها له الحكومة. وأضاف أن المحافظ لا يُفعِّل دوره فى الرقابة الشعبية ضد المقصرين، ومحاربة الفاسدين، والقضاء على المحسوبية. وأضاف «الجندى» أن هناك أيضاً الحق فى الوظائف الحكومية، دون الغرباء من خارج المحافظة، وأن يكون التعيين فى هيئة قناة السويس والكهرباء و«بتروتريد» لأبناء الإسماعيلية، فلا يعقل أن يكون هناك كل تلك الشركات والوظائف، وفى النهاية يبقى أهلنا عاطلين. ويقول حسام عبدالرحمن، المحامى وعضو حزب الوفد بالإسماعيلية: «نطالب بتخصيص 5% من إيرادات هيئة قناة السويس لمدن القناة الثلاث؛ الإسماعيلية وبورسعيد والسويس، على أن تُمنح الإسماعيلية النصيب الأكبر من النسبة؛ لحرمانها من إقامة المشروعات التجارية لأغراض تأمينية بحتة»، مؤكداً أن القرار كان بمثابة إجحاف لحق الإسماعيلية، لعدم وجود موانئ بحرية أو موارد تجارية أو مائية وبحرية، ومن هنا جاءت المفارقة بحيث تحقق الهيئة مليارات، وفى الوقت نفسه تنتشر القرى العشوائية والبيوت الصفيح على طول المجرى، ويعانى القطاع الصحى من المركزية وعدم توافر الأدوية والخدمات الصحية، ناهيك عن تفاوت طبقى ملحوظ بين أبناء الإقليم الواحد، بعد تمتع العاملين بهيئة قناة السويس بامتيازات مادية وصحية واجتماعية وفتح شواطئ الهيئة لهم بالمجان، فى مقابل تحصيل رسوم تعجيزية للمواطن الإسماعيلاوى. وكشف «عبدالرحمن» عن تعرُّض المدن الثلاث للأمراض المترتبة على مرور بعض الناقلات البحرية عبر قناة السويس، سواء حربية أو تجارية، وهى حاملة مواد مشعة، مثل اليورانيوم وغيره من المواد المشعة الضارة بصحة أهالى مدن القناة، مما يعرضهم للأورام الخبيثة، إضافة إلى انتشار فيروسات من خلال الأسمدة والمبيدات المسرطنة، التى تدخل مصر لتدمير الزراعة. وعلى المستوى السياحى، أكد اللواء شريف الحسينى، الخبير الاستراتيجى، أن لديه خطة لتنمية السياحة فى الإسماعيلية تقوم على تشكيل مجلس أعلى للتنمية السياحية، يضم أصحاب المصالح وخبراء متطوعين فى القطاع السياحى، لرسم خريطة باحتياجات المحافظة، مع الأخذ فى الاعتبار أن السياحة من أكثر القطاعات التى توفر فرص عمل بأقل تكلفة، لأنها تعتمد على الخدمات فى المقام الأول، وهى من القطاعات التى تتماشى مع طبيعة أهل الإسماعيلية، الذين أثبتوا نجاحات كبيرة أثناء البطولات الرياضية الأفريقية والعالمية ومهرجانات الفنون الشعبية التى استضافتها المحافظة. وأضاف أن الإسماعيلية بمقدورها أن تكون المقصد السياحى الأول داخلياً، لتمتُّعها بالعديد من المقومات المهمة، مثل الشواطئ والحدائق وقناة السويس والبحيرات والجو المعتدل والموقع المكانى. وأشار إلى أنه من الضرورى الحفاظ على الطابع المعمارى المميز لها ونظافتها، باعتبارها من عناصر الجذب الرئيسية للقادمين من القاهرة والمحافظات المجاورة، معتبراً أن العنصر التاريخى يمكن أن يكون من أدوات الجذب للسياحة الخارجية، لكن المهم هو قيام المستفيدين من القطاع السياحى بالإسماعيلية بتقديم أفكارهم والإسهام فى أعمال النظافة وتنمية الطرق، منتقداً غياب وسائل الترفيه الليلية واقتصارها فقط على سياحة الشواطئ، ويشير إلى ضرورة التوسُّع فى إقامة الملاهى الليلية ودور العرض السينمائى والاهتمام بالمتحف الأثرى وتنظيم مسابقات رياضية، واستضافة بطولات دولية للفروسية والهجن والسباحة لمسافات طويلة والتجديف، والترويج للمتحف القومى الذى يضم قطعاً أثرية من عصور مختلفة، إضافة إلى المخزن المتحفى بالقنطرة شرق الذى يعود إلى العصر الرومانى والإغريقى اليونانى. ويقترح الخبير الاستراتيجى ضرورة البدء فى إنشاء متحف لهيئة قناة السويس المخصص له قطعة أرض بالفعل أمام مبنى الإرشاد منذ عام 1984 وتحول إلى مكان مهجور، رغم وجود مقتنيات تاريخية ترجع إلى وقت افتتاح قناة السويس. وعلى مستوى الخطط الآجلة، يقترح اللواء الحسينى ضرورة وضع الإسماعيلية ضمن منظومة تنمية سيناء، وتطوير الشاطئ الشرقى بإنشاء مرسى لليخوت بمنطقة البحيرات المرة، وتطهير بحيرتى التمساح والصيادين من المخلفات، وإعدادهما ليكونا مقراً للرياضات البحرية (سباحة - تجديف - شراع)، وإعادة سباق القناة الدولى مرة أخرى، وإعادة تنظيم المهرجانات الدولية التى تحقق الجذب السياحى، وتطوير المنطقة المجاورة لقرية أبوخليفة، وتحويلها لقرية سياحية علاجية، موضحاً أن الإسماعيلية تفتقر إلى تنمية وعى السائحين بخلفية سياحتها الدينية، فهى تتمتع بوجود عدد من المساجد الكبيرة والأثرية، مثل مسجد ومجمع أبوبكر الصديق ومساجد بدر والزهراء والشفاء وأبوالمجد والصالحين، وبها أيضاً عدد من الكنائس القديمة التى جرى بناؤها على الطراز الفرنسى، مثل الكنيسة الحمراء بشارع عرابى وكنيسة العذراء بمنطقة نمرة 6. يمكنك مشاهدة الملف التفاعلي على الرابط التالي: http://www.elwatannews.com/hotfile/details/161 أخبار متعلقة: مستعمرة «الدراويش»: «بنعيشها بكرامة.. ولا نقبل أبداً إهانة» الإسماعيلاوى.. يعادى من يعاديه ويسالم من يسالمه مدينة الدراويش.. الخضراء المقاتلة ترتدي قميص الدم «مرسى» غيّر فى الطبيعة الإسماعيلاوية قناة السويس.. محور الصراع العالمى الجديد المؤامرة القطرية على قناة السويس سيناريوهات «سيد»: حرب أهلية.. أو عودة إلى حدود «24 يناير»