سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء: «ثورة الشعب» لم تصل ل«تليفزيون الشعب» «العالم»: التليفزيون ينتج برامج مهلهلة كما كان فى عهد النظام السابق و«مكاوى»: يمارس سياسة قمع وتعتيم.. و«عبدالعزيز»: أصبح بوقاً للجماعة
انتقد خبراء الإعلام الحالة التى وصل لها التليفزيون المصرى وتوجهه الصريح بنبذ المعارضة وتشويهها إذا لزم الأمر، ومحاولة قياداته التعتيم على حقيقة الأحداث التى تجرى فى البلاد، فى مقابل تجميل وجه النظام بالتغافل عن الكوارث المتكررة التى تضرب البلاد وإبراز إنجازات المسئولين، مشيرين إلى أن تلك الممارسات تعود بمصر إلى العهد السابق، وكأن ثورة لم تقُم، وكأن «ثورة الشعب» لم تصل ل«تليفزيون الشعب». وقال الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: إن هناك توجها واضحا داخل تليفزيون الدولة للتعتيم على الدعوات المتزايدة للتظاهر فى الذكرى الثانية للثورة، مشيراً إلى وجود قنوات كانت أكثر التزاما بتعليمات قيادات التليفزيون بالتعتيم على الأحداث والترويج لسياسات النظام وعلى رأسها «الفضائية المصرية». وأضاف «العالم» أن ملاحظاته تلك ليس لمجرد أنه خبير إعلامى، بل رصدها أثناء استضافته على القنوات المصرية. وأوضح أن من ضمن ما رصده وجود توجيه مباشر من قبل مسئولى ماسبيرو على القائمين على البرامج، وتعمد استضافة ضيوف بعينهم والسير بالبرامج فى طريق يحابى النظام، ويتجاهل الكوارث التى حلت على البلاد. وأشار إلى أنه فوجئ أثناء لقائه بأحد البرامج بمداخلات تليفونية مُعدة سلفا، على الرغم من أن تلك البرامج لا يُسمح فيها بمداخلات هاتفية، مثل مداخلة لقيادى إخوانى فى أحد البرامج تسببت فى اندهاش مقدمة البرنامج، التى اكتشفت وجود إعداد سابق من أعلى المستويات لتوجيه البرامج فى طريق معين. وتابع «العالم» أن التليفزيون يسجل برامج ال«توك شو» قبل بثها، حتى يكون متاحا للقيادات الاطلاع على محتوى المادة الإعلامية بها، والتدخل فيها بالحذف والتعديل، وهو ما يُنتج برامج مُعلبة مهلهلة ويعود بنا لأحداث 2011 التى تعمد خلالها النظام السابق تجاهل التظاهرات وتثبيت الكاميرات على صورة النيل وتناسى أن هناك عشرات الفضائيات تنقل حقيقة المظاهرات الحاشدة فى «التحرير». وقال الدكتور حسن عماد مكاوى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة: إن «التليفزيون الحكومى يمارس سياسة القمع بشراسة، وهذا طبيعى فى ظل حكومة لها توجهاتها الخاصة، ما ترتب عليه تحول التليفزيون إلى أداة فى يد السلطة الحاكمة، وتراجع دوره بشكل كبير ليصل لمراحل متدنية، عمَّا كان عليه الوضع فى عهد الرئيس السابق. وقال الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز: إن الإعلاميين المستقلين داخل التليفزيون يخوضون معركتهم الأخيرة للحفاظ على استقلاليته، لافتاً إلى أنه بذلك يتحول إلى أداة دعائية وبوق لجماعة الإخوان بشكل أكثر سوءا مما كان فى عهد مبارك. وأضاف «عبدالعزيز» أن «كل يوم تبرز حادثة أو واقعة جديدة عن انتهاك لاستقلالية الإعلام، والإدارة لديها عدد من الوسائل التى تستخدمها لقتل الانتفاضة الإعلامية مثل المخصصات المالية، والضغوط الإدارية، والتحويل للتحقيق»، مشيراً إلى أن حرية التليفزيون العام واستقلاله مهددان الآن أكثر من أى وقت مضى.