«هو حضرتك مصمم ليه تفتشنى تفتيش ذاتى؟» سؤال من مواطن يدعى محمود ياسر مهران، إجابته فتحت عليه وعلى أسرته أبواب الجحيم، فى قسم شرطة القاهرةالجديدة، التى بدأت بالاعتداء عليه بالضرب المبرح هو وابن شقيقه مروراً بتلفيق قضايا مخدرات وانتهاء بنبش مقابر العائلة. التقت «الوطن» مصطفى ياسر مهران،40 سنة، شقيق المجنى عليه ضحية النقيب «إسلام م» معاون مباحث قسم شرطة القاهرةالجديدة ثالث. «مصطفى» بدأ سرد معاناة الأسرة بتهديد الضابط: «مش هسيب كلب فى العيلة دى غير لما أحبسه» وقال إنه فى يوم 18 أغسطس الماضى كان شقيقه «محمود» وابن شقيقه «ياسر محمد» فى منطقة القطامية وأثناء ذلك استوقفتهما سيارة شرطة يستقلها النقيب «إسلام م» وبصحبته أمين الشرطة «هشام ح» وآخر يُدعى «محمد ص»، وطلبوا منهما الاطلاع على بطاقة تحقيق الشخصية، فتساءل محمود: «ليه» فرد الضابط قائلاً: «عايزين نكشف عليكم»، وهنا تدخل ياسر فى النقاش وسأل الضابط: «تكشفوا علينا ليه»، إلا أنه فوجئ بهجوم الثلاثة على ياسر بالضرب المبرح، واستخدموا دبشك البندقية الآلية وأُصيب بكدمات وسحجات بالصدر وأماكن متفرقة بالجسد، وتوجهوا بهما إلى قسم الشرطة.[Image_2] تلقينا اتصالاً بما حدث، الكلام لمصطفى، الذى أضاف قائلاً أنه توجه إلى قسم الشرطة للاستفسار عن موقف شقيقه وابن شقيقه، فقال له الضابط «إسلام»: «دول قرايبك؟ دول متربوش وأنا همشى واحد وأحبس التانى»، وفى النهاية تم إخلاء سبيل محمود واحتجاز ياسر بدون وجه حق، بعد تحرير محضر ضده لحيازة «قرصين مخدر». تقدمنا بشكاوى إلى وزارة الداخلية، وإدارة التحريات لدى ضابط يُدعى «محمد النبراوى» بمديرية أمن القاهرة وإلى مكتب النائب العام، هكذا يتابع مصطفى شارحاً تحركهم إزاء ذلك مشيراً إلى أن محاميه تلقى اتصالاً هاتفياً تم تسجيله من العقيد خالد مأمور قسم شرطة القاهرةالجديدة ثالث، قال له فيه: «أنتم لازم تفضحونا فى الصحافة، يعنى بدل ما تقفوا جنبنا وتهدوا الناس بتهيجوا الدنيا علينا وبعدين متنساش أن دى دايرة الريس وعايزينها تبقى هادية وليك عندى إن الأمين هشام مينزلش الشارع تانى». وصباح يوم 12 يناير الجارى، تلقى مصطفى اتصالاً من نجل شقيقه يخبره بأن قوة من القسم داهمت منزلهم ومعهم الضابط «إسلام م»، وعندما دخلوا بعثروا محتوياته وحطموا التليفزيون وبعض قطع الأثاث، وتعدوا بالضرب على نجلة شقيقه «أسماء سيد»9 سنوات، وبعد أن فشلوا فى العثور على أى شىء، أخرج النقيب «إسلام م» سلاحه الميرى، وقال لأحد الضباط بصحبته: «خد الحرز بتاعه أهو 5 طلقات ميرى»، وتم تحرير محضر لسيد ب5 طلقات ميرى. وقال مصطفى: ثم فوجئت باتصال من أبناء شقيقى «محمد» ليخبرونى بأن القوة توجهت إلى منزل شقيقى وتعدوا عليه بالضرب بعد تفتيش المنزل وأن الضابط إسلام قال: «مش هسيب حد فى العيلة دى إلا لما احبسه»، ثم أُلقى القبض على شقيقى، وغادروا المكان. ويكمل مصطفى حديثه موضحاً أنه توجه إلى قسم الشرطة، وهناك تقابل مع شقيقه «محمد» الذى أكد له أن أفراد القوة تعدوا عليه بالضرب أثناء تفتيش المنزل، وبعد خروجهم توجهوا إلى مقابر العائلة بالقطامية، وكسروا «المجاديل» أغطية القبور، ونبشوا قبر والده وابنه وشقيقه بحثاً عن أدلة إدانة واهية. وأكد مصطفى أنه أسرع إلى المقابر فى الصباح واكتشف أنهم كسروا أغطية المقابر، وآثار أقدامهم وصلت إلى داخل القبر. واختتم «مصطفى» أنه لايحمل للشرطة أى ضغينة إلا أن ما حدث له ولعائلته جعله يفقد الثقة فيها، موضحاً أنه تطوع بإحدى سياراته فى مأمورية للقبض على بعض العناصر الإجرامية والمطلوبين، وبعدها تسلم سيارته وقد أصابتها بعض التلفيات نتيجة تبادل إطلاق النار بين الشرطة والمطلوبين أمنياً، كما أنه قام بتجديد قسم الشرطة على نفقته الخاصة.