قال الدكتور عصام الحداد مساعد رئيس الجمهورية للعلاقات الخارجية وشؤون التعاون الدولي، إنه لولا ثورة يناير وشهدائها ما كان حدث التغيير الذي تعيشه مصر حاليا، مطالبا بالتضافر والنظر للمستقبل والتعاون. وأضاف الحداد في حديث خاص لبرنامج "الحياة اليوم" على فضائية "الحياة": "أنا مواطن بسيط وعادي، ولما جات الفرصة أن أخدم بلدي لم أستطع التخلف". وحول التحاقه بمؤسسة رئاسة الجمهورية في منصبه هذا، قال "بعد الثورة مباشرة فتح المجال المصري وطاقات كثيرة عادت لمصر وحزب الحرية والعدالة تكوّن في هذه الفترة، وكنت أحد أعضائه ومؤسسيه، وكلفت بمهمة الملفات الخارجية وأنجزت وحققت نجاحات لم تكن بسيطة، ومن خلال العلاقات والاتصالات أوضحنا للناس أن هذه هي مصر وهي ثرية بتفاعل الجميع معها، ونجاحي هذا رشحني لمنصبي". وتابع "مصر دولة مؤسسات، وكان لدي رؤية لدور مصر الجديد بعد الثورة، حول مكانتها ودورها، ومعظم الآراء كانت تلتقي بأن مصر ابتعدت عن ريادتها ومكانتها". وواصل "مؤسسة الرئاسة هي التي تضع رؤية لدور مصر ومكانة مصر ووزارة الخارجية لديها كل الأدوات التي تمكنها من تحقيق الرؤية، والتفاعل الإيجابي بين الخارجية وبين الرئاسة، يكون الداعم في اتخاذ القرارات". وأكد الحداد، أن ما حدث من تقزيم للدور المصري وإهمال للأمن القومي المصري، أدى بنا إلى حالة تبعية ولسنا أصحاب قرار أو مستقلين في كثير من الملفات، "نحن نسعى أن تكون هناك مصر أكثر استقرارا وأمنا ونموا بحيث نشارك بإيجابية في تكوين عالم جديد للمنطقة وللعالم، قائم على مبادئ حرية ومساواة للجميع". وعن لقاء مؤسسة الرئاسة بالوفد الأمريكي برئاسة "جون ماكين"، قال "كان مقدرا للوفد الأمريكي أن يأتي من فترة وهذا يعود إلى مدى نظرة الولاياتالمتحدة لمصر ومكانتها، وما دار تعبيرا عن هذا المعنى، نريد أن ندعم مصر ونحافظ على صداقتها، وكان هناك اتفاق مشترك على ذلك". وأشار الحداد إلى تخوفات العالم من حكم الإخوان المسلمين لمصر، مرجعا ذلك إلى "حالة من الإدراك ناتجة منذ عقود على أن الإخوان خطر على العالم، ولذلك في مصر الجديدة والتي تأسست من ميدان التحرير، وجمعت كل الاطراف، إلى ان الشعب اختار من يقوده، وبالتالي هذا أمر لا يهم أحد غير الشعب المصري". وضرب الحداد مثلا بالفيلم المسيء للرسول "ص" موضحا أن السفير الأمريكي قتل في ليبيا، ولكن في مصر لم يحدث أي اعتداءات، مؤكدا ان هناك "من يحرص على عدم استقرار مصر وأن تكون علاقتها سيئة مع أمريكا". وحول بيان الرئاسة الاخير بشأن تصريحات الرئيس، أوضح مساعد الرئيس أن تصريحات مرسي قديمة وخرجت الان حتى لا تعود مصر لمكانتها وتسوء علاقتها بالولاياتالمتحدة". وأضاف "حين نتكلم عن عدوان وقتل للناس وهدم للمدراس والمستشفيات في غزة وينتزع الكلام من إطاره على أنه طعن في ديانة معينة فهذا لا يجوز فليس معنى احترامي للأديان أن أمتنع عن إدانة جريمة أو عدم وصفها، ولكن لا ننسب الجرائم إلى ديانات، فلابد لكل شيء أن يوصف بوصفه، ولا صحة لما يتردد حول تغيير التصريحات طبقا للداخل والخارج". وأكد الحداد أن "الرئيس لم يتراجع عن تصريحاته ولكنه يوضح فقط، وهذه مسؤولية إعلامية أن يوصل للمتلقي العادي الفارق بين هذا وذاك". وشدد الحداد على ضرورة أن تكون علاقة مصر بالولاياتالمتحدة قوية بقوله "لدينا فرصة في المنطقة أن نساهم بطريقة إيجابية في بناء عالم جديد وتحقيق سلام حقيقي، إذا التزمنا بالمبادئ التي تحقق العدل، وما يهمنا أن نحافظ على العلاقة بالقوى الأولى في العالم، علاقة قائمة على الاحترام المتبادل، لأن مصر ليست صغيرة، العدل والأمن للجميع في المنطقة، حتى نستطيع أن نبني اقتصادا قويا". واعتبر الحداد نفسه ليس متحدثا باسم الرئاسة المصرية، وأن المخول له فقط بالحديث باسم الرئاسة هو من تخول له الرئاسة ذلك.