يحتفل أقباط مصر بأحد أهم الأعياد السيدية الكبرى "الخاصة بالسيد المسيح"، وهوعيد الغطاس المجيد أو عيد الظهور الإلهي، ويعرف بعيد ظهور "الروح القدس" عند تعميد يوحنا المعمدان للسيد المسيح في ماء الأردن. ويحتفل الأقباط الأرثوذوكس بعيدهم بحضور القداس الإلهي في الكنائس، حيث يبدأ بصلاة "اللقان"، وهي صلاة أمام إناء خزفي كبير به ماء، قبل رفع الأب الكاهن ل"بخور باكر" قداس العيد، ثم تقرأ النبوات عن "اللقان" والتي تتحدث عن فاعلية الماء وعلاقتها بعملية خلاص النفوس. وبعد الانتهاء من طقوس قداس عيد الغطاس، التي تتضمن عظة عن هذا العيد وفضائله وبركاته، وضرورة المعمودية كطريق للخلاص، وإشارة لبعض أقوال الآباء القديسين عن عيد الغطاس، تبدأ الاحتفالات بالعيد في المنازل والتي تتمثل في تناول "القلقاس" ومص عيدان القصب. ومع مرور الزمن، تحول القلقاس والقصب، إلى طقوس مرتبطة بهذا العيد في بيوت المصريين، بالرغم من أنه ليس لها أصل في الكتاب المقدس، لكن ذلك لا يمنع أنها تمثل معاني روحية يؤمنون بها، فالقلقاس به مادة هلامية مضرة بالحنجرة، عند اختلاطها بالماء تتحول إلى مادة نافعة، وفي ذلك إشارة لتعميد المسيح بالماء، فمن ثم صار الماء مرتبط بعملية الخلاص من خلال المعمودية، إضافة إلى تقشير الطبقة الخارجية من القلقاس لإمكانية تناوله، وفي هذا إشارة إلى ترك الخطية وخلع ثيابها وارتداء ثياب القداسة عن طريق المعمودية. أما القصب، فله عدة معاني روحية في العادات المسيحية، فهو غني بالسوائل، وفي ذلك إشارة للماء رمز المعمودية، كما يشير مذاق القصب الحلو إلى الفرح بالمعمودية ونوال بركاتها، وتنمو عيدان القصب بشكل مستقيم وفي ذلك إشارة لحياة "الاستقامة الروحية" التي يجب أن يسلكها الإنسان المعمد. وقد رأس البابا تواضروس الثاني، بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس الغطاس بالكاتدرائية المرقسية بالأسكندرية، ورغم غياب البابا عن كاتدرائية العباسية، إلا أنها حظت بتشديدات أمنية مكثفة لتأمين الاحتفالات داخلها.