«ده إحنا كنا مستنيين الذكرى الثانية لثورة 25 يناير علشان ننزل مع بعض تانى ونتجمع أمام مسجد القائد إبراهيم، زى ما اتجمعنا فى السنين اللى فاتت ضد الفساد والظلم والاستبداد، إزاى مش هيكون معانا ولا هنشوفه تانى»، هكذا كانت كلمات الناشط السياسى محمود الدكرورى، المصحوبة بالدموع على صديقه الثائر عبدالرحمن على، 27 سنة، أحد ضحايا العقار المنكوب فى المعمورة. تجمع عشرات من الشباب والنشطاء أمام مشرحة كوم الدكة، لتوديع جثمان رفيق عمرهم عبدالرحمن على، الذى راح ضحية الإهمال وغياب الضمير وفساد المسئولين، وعند خروج الجثمان انهاروا جميعاً، خاصة أن صديقهم ظل تحت الأنقاض فترة طويلة. وقال الناشط السياسى محمود الدكرورى: «عبدالرحمن كان واحد مننا شفنا مع بعض أيام جميلة وصعبة، عشنا فى الشارع مع بعض، شارك معانا فى الثورة ودايما كان بيحب يرفع علم مصر فوق كل الشعارات واللافتات، قعدنا مع بعض فى الميادين وعلى القهوة وشفنا الموت بعنينا». وسكت قليلاً وظل يبكى ثم قال: «خلاص مش هشوفه تانى يا ريته ما كان رجع من الجيش وفضل هناك فى وقت الحادث كان زمانه معانا دلوقتى». ثم تنهد كثيراً وبدأ فى الاستغفار له، قائلاً: «إنا لله وإنا إليه راجعون، كان طيب وبيحب الخير ومحبوب وسط صحابه، ودايما كان يقف معانا فى المواقف الصعبة، وعمره ما تخلى عن حد فينا أبداً، عاش حياته رافض الذل والفساد فى البلاد، ولما خلص دراسة اتبهدل من شغل لشغل ومن مطعم لمطعم علشان لقمة العيش وما يكونش عالة على والده الفقير». وأضاف: «آخر مرة اتكلمت معاه فى السياسة كان على الفيس بوك، وكنا نتناقش فى الاستفتاء على الدستور، وتجادلت أنا وعبدالرحمن كثيراً لأنه كان بيقنعنى إن أقول «نعم»، كان نفسه البلد تستقر، والحال يمشى علشان الناس الغلابة اللى زينا تقدر تعيش وتجيب لقمة عيش حلال بعد ما الحال وقف على الجميع، ما حدث لعبدالرحمن قضاء الله ولكنه بسبب الإهمال والفساد والظلم الذى ما زلنا نعيشه فى بلادنا بالرغم من أننا قمنا بثورة ولم تحقق مبادئها حتى الآن».