كشف العاملون بهيئة السكة الحديد، عن انعدام الصيانة للجرارات داخل ورش السكة الحديد، والإهمال الشديد للوحدات المتحركة لقطارات الغلابة بشكل يجعلها غير صالحة للاستخدام الآدمى، بالإضافة للمعارك اليومية بين السائقين والفنيين والمهندسين، لإجبار السائقين على الخروج بالقطارات للعمل دون إجراء أساسيات الصيانة اللازمة، التى تمكنهم من القيادة بشكل آمن. وقال إبراهيم محمد، عضو رابطة قائدى القطارات، إن المنظومة التى تدير مرفق السكة الحديد فاشلة، ولا تعرف شيئا عن أسلوب الإدارة، ويجب تغييرها بعدما نخر السوس كل جوانبها، فكيف لسائق يقود قطارا وهو مفتوح من كل الجوانب ويسمح بدخول مياه الأمطار فى الشتاء لكابينة القيادة؟ لافتا إلى أن الصيانة داخل ورش السكة الحديد روتينية، فهى عبارة عن قياس الزيت والمياه ومنسوب الكمبروسر فقط، وتتجاهل أساسيات الصيانة وأهمها كابينة القيادة التى لا تليق بالعمل البشرى. وأضاف أن حادث قطار البدرشين سببه وجود عيب فى دائرة الهواء الخاصة بربط العربات، مشيراً إلى أن الهيئة تولى اهتمامها فقط لعربات قطارات النوم والإسبانى، وتسقط من حساباتها قطارات الغلابة، موضحاً وجود شجار يومى بين السائق والفنى والمهندس داخل الورش عند استلام القطار، فعندما يرفض السائق الخروج بالقطار لعدم إجراء الصيانة لتأمينه يقولون له «ياتطلع بالجرار ياإما نستبدلك بسائق آخر»، لافتا إلى أن حالة الجرارات سيئة، بدليل تكرار تعطلها باستمرار، وإرسال قاطرات إمداد لسحبها مرة أخرى للورشة لإجراء عمليات الصيانة مرة أخرى. وطالب عبدالفتاح عفيفى، رئيس النقابة العامة للعاملين بالسكة الحديد، بإعادة النظر فى الشركات التابعة للهيئة ومجالس إدارتها، الذين يعينون بالمجاملات، لافتا إلى أن السكة الحديد بها كوادر قادرة على إدارة تلك الشركات، وأن أى عضو بمجلس إدارة الشركات التابعة يتقاضى حوالى 50 ألف جنيه شهريا، وفى المقابل يتقاضى مهندس السكة الحديد ما يقرب من 4 آلاف جنيه شهريا فقط، وأشار إلى أن أسباب حوادث القطارات، فى الغالب، تكون نتيجة أخطاء العنصر البشرى، بالإضافة للسلوكيات الخاطئة من قبل بعض المواطنين فى التعامل مع خفير المزلقان، وإصراره على العبور من المكان الخاطئ، مشدداً على ضرورة حل مشاكل السائقين المتمثلة فى التشريك الطبى ورفع الوقاية الصحية إلى 25%. وقال طارق فهمى، رئيس رابطة مشرفى القطارات، إن الصيانة فى السكة الحديد تساوى «صفراً»، مشيراً إلى أنهم أرسلوا العديد من المذكرات لرؤساء الهيئة ووزراء النقل السابقين، لعمل ورشة نموذجية مزودة بكافة أطقم العمالة الفنية المدربة، للكشف على القطار عند دخوله الورشة من الألف إلى الياء، مع تشديد الرقابة على العاملين بالورش، بشكل مستمر كى يستمر أداء العمل بالشكل المطلوب. وأوضح أن الهيكلة التى جرت فى السكة الحديد قلبت الأوضاع كلها، وكانت نواة لتفتيت قطاعات الهيئة بالكامل، ما أدى لإهدار أموال التطوير للبنية الأساسية إلى صرف مكافآت وحوافز لكبار الموظفين، الأمر الذى أدى لتكرار الحوادث. وطالب فهمى بتعيين وزير يختص بشئون هيئة السكة الحديد والمترو فقط، مع فصل الإدارة عن التشغيل للارتقاء بمستوى الخدمة بالشكل الذى يرضى المواطن. وقال عادل عبدالمقصود، رئيس قسم الجرارات والصيانة الميكانيكية بورش التبين، إن الهيئة ترفض توفير قطع الغيار اللازمة لإصلاح 110 جرارات موجودة فى الورش منذ أكثر من 3 سنوات، تحتاج لصيانة فقط، رغم وجود ورش كاملة لإجراء العمرات، وبها عمالة مدربة ولديها الخبرة الكافية، إلا أن الهيئة تسند جميع أعمال صيانة القطارات لشركة «إيرماس»، لافتا إلى أن الهيئة فى أمس الحاجة لدخول تلك الجرارات بعد إصلاحها لتدعيم الأسطول الموجود. من جانبه، قال محمد عبدالستار، رئيس النقابة المستقلة للعاملين بالسكة الحديد، إن العمال نظموا وقفة احتجاجية، أمس، داخل صالة مبنى محطة مصر، اعتراضا منهم على اتهام قيادات الهيئة للعاملين بأنهم السبب وراء وقوع حادث قطار البدرشين، الذى وقع فى الساعات الأولى من صباح أول أمس، لافتا إلى أن النقابة أرسلت مذكرتين، الأولى للدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء، والثانية للدكتور حاتم عبداللطيف وزير النقل، باقتراحات وحلول لتلافى الأخطاء المؤدية لحوادث القطارات، مؤكداً أن الحل الوحيد للحد من الحوادث هو تغيير مجلس إدارة هيئة السكة الحديد بالكامل، لما به من فساد، حسب قوله. وطالب أحمد سعدون، خفير مزلقان، بتغيير طريقة تعامل الإدارة مع عمال المزلقانات، لأن المتهم الأول فى أى حادث -دون تحقيقات- يكون عامل المزلقان، رغم سوء حالة المزلقانات التى يعمل معظمها بالطرق البدائية، إضافة للمعاملة السيئة التى يجدها العامل من سائقى السيارات والتكاتك، بسبب إصرارهم على العبور من الأماكن المخالفة، دون وجود عسكرى مرور على المزلقان لحماية عمال المزلقانات طول مدة العمل التى تصل إلى 12 ساعة متتالية، بسبب وجود عجز فى الخفراء، لعدم تعيين الهيئة أى عمالة منذ عام 2009. أخبار متعلقة: المنيا: هنا.. ورشة صيانة «قطارات الغلابة» ورش الإسكندرية: قطارات «خردة».. ولا تصلح إلا ل «التكهين»