عشرة شباب لم تجمعهم مظاهرة، ولم يناشدوا أى مسئول لاسترداد حقوقهم، فقط قرروا أن يسجلوا اعتراضهم على كثير من الأوضاع فى برنامج على «اليوتيوب» أطلقوا عليه اسم «إحم». البرنامج، كما شرحوه على صفحتهم بموقع «فيس بوك»، لا يعترض على الدستور أو مسألة سياسية بعينها، إنما «إحم» الاعتراضية، تأتى لتسجل موقف «أنا حقاً معترض». مجموعة من الأصدقاء جمعتهم علاقات عمل، وألفت بينهم نظرة خاصة، اتحدوا حولها ليروا مصر بشكل مختلف، فقرروا أن يتناولوا شئون مصر التى لا تروقهم، ويسخروا منها جميعاً، وليس السياسى منها فحسب، بما فى ذلك السخرية من أنفسهم والثورة أحياناً. «مش لازم بس السخرية تكون من الإخوان أو من الدعاة المتشددين، كمان المعارضة لها مواقف تستحق السخرية منها»، قالتها «أمينة حسن»، المنسق الإعلامى لبرنامج «إحم»، فهى ترى أن مجال السخرية فى مصر أصبح مقتصراً على الإخوان والإسلاميين، بينما تستحق العديد من أطياف القوة الناعمة السخرية اللاذعة على بعض مواقفهم. برنامج «إحم» المتوقع بدأ عرضه فى أوائل فبراير، مع الدعاية له على الصفحة الخاصة بالفريق على «الفيس بوك»، سيركز على المشاكل الاقتصادية والاجتماعية إلى جانب السياسية بالطبع، فتقول أمينة: «احنا عاملين حلقة فى البرنامج عن البنات اللى بقت بتعاكس الشباب، وحلقة تانية عن ارتفاع الأسعار»، وكلها حلقات ساخرة، تجمع بين جلد الذات ومحاولة إيجاد حل بديل. تأليف وتصوير وإخراج ومونتاج البرنامج يتم بالجهود الذاتية، فلم يقف المال عائقاً أمام هدفهم، وفقاً لكلام أمينة: «الكاميرا بتاعة زميلنا اللى بيصور، وهو يدرس بقسم التصوير فى فنون تطبيقية، والمونتير بيعمله حد دارس مونتاج من زمايلنا، والإخراج بيقوم بيه أحمد زميلنا وكلنا بنشارك فى الأداء الصوتى اللى بيتم فى بيت زميلنا المخرج».