سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
يسألونك عن مناخ مصر فقل إنه «حار جاف صيفاً معتدل ممطر شتاء» وكتاب الوزارة ما بيكدبش الطلبة يدرسون المناخ فى الجغرافيا لكنهم يعيشون مناخاً آخر فى الواقع
حرج شديد يقع فيه أساتذة الدراسات الاجتماعية وهم يقفون فى فصول غاص معظم تلاميذها داخل الدكك من البرد الشديد، فيما يقولون ويكتبون على «السبورة»: «حار جاف صيفاً.. معتدل ممطر شتاء»، المعلومة التى حولتها التغييرات المناخية العالمية إلى أسطورة قديمة. «لحظة صعبة جداً أن تقول معلومة غير مقنعة، أنا نفسى أرى عكسها على أرض الواقع، فالمناخ مرتبط بعدة عوامل ثابتة مثل التضاريس، والقرب أو البعد عن المسطحات المائية والموقع الفلكى، لكن هناك عوامل غير ثابتة تؤثر فى المناخ، مثل الرياح التى تهب على مصر فى الشتاء، قادمة من أوروبا، تجعل موجات البرد عالية، كذلك الضغط الجوى، الذى يزيد كل فترة، فترتفع درجة الحرارة أو تنخفض».. يتحدث عمرو سيد، أستاذ الجغرافيا فى مدرسة إعدادية بمنطقة أوسيم التعليمية. يعترف المدرس الذى يقف فى نوفمبر من كل عام ليلقن تلاميذه معلومة تثير لديهم نظرات الاستغراب والتعجب، «إنك تقول معلومة غير سليمة أو غير محسوسة من الطلبة، ومطلوب حفظها هو نتيجة لعدم تطوير المناهج التعليمية لفترة». لم تكن المعلومات المتعلقة بالمناخ وحدها هى التى تثير حيرة الطلبة لعدم توافقها مع الواقع، فمنهج جغرافيا «تانية إعدادى» فيه معلومة عن تقسيم دولة السودان، لكنهم لم يحدثوا بقية المعلومات فما زالت إجابة سؤال أكبر دولة عربية من حيث المساحة هى السودان دون مراعاة لظروف التقسيم، يقول عمرو: لو السؤال جه فى الامتحان الطالب هيجاوب بإيه؛ السودان ولا الجزائر؟ يواجه المدرس هذه الإشكالية بطريقته، يشرح أجزاء من خارج المنهج حتى يفهم الطالب، ثم يطرح عليه السؤال كما لو كان فى الامتحان ويمنحه الإجابة النموذجية حتى لو كانت خاطئة لكنها الصحيحة فى كتب الوزارة «طلبة إعدادى مش أطفال، فى ظل المناخ المنفتح اللى احنا عايشين فيه، والإنترنت، والدش والانفتاح الثقافى، أصبح تطوير المناهج فرض عين».