"الأمطار.. نعمة حوَّلتها الحكومة إلى نقمة"، هكذا تحدث موقع "إخوان أون لاين" عن أمطار الشتاء في تحقيق صحفي مطوّل عام 2010، عرض خلاله آراء عدد من الخبراء "المخاطر التي تهدد المباني جراء كثافة سقوط الأمطار"، حيث حذر النائب السابق "يسري بيومي" عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب عن لجنة الإسكان آنذاك، من حدوث "كارثة إنسانية" محققة، واصفًا الحكومة ب"العاجزة" عن تقديم حلول، إضافة إلى تحقيق آخر رصد من خلاله "معاناة العشوائيات تحت الأمطار". "الخسائر، رغم أن السبب الظاهري لها هو سوء الأحوال الجوية، فإنها كشفت عورات البنية التحتية في مصر، وسوء التخطيط والإدارة لدى حكومة الحزب الوطني التي أفسدت كل شيء، وساعدت سياساتها المتخبطة على تفاقم الكوارث في كل المجالات المختلفة، فكل دول العالم تضربها السيول، وتنتابها تقلبات مناخية، لكن لا يلحق بها خسائر فادحة بحجم الخسائر التي انتابت مصر نتيجة سوء الأحوال الجوية"، هكذا تحدث الأرشيف الصحفي للموقع الإخواني قبل عامين من وصول "الإخوان" إلى حكم مصر، بينما يشهد حاليًا تجاهلا تاما لمحافظات مصر الغارقة في الأمطار نفسها، رغم أن المشهد لم يتغير، ويكتفي فقط بعرض أحوال الطقس اليومية دون الإشارة لأي مسؤولية عنها، فيما تستعين بوكالات الأنباء في نقل معاناة متضرري الأمطار في "فلسطين والأردن". وما بين "التحقيق والمقال والتقرير"، تنوعت الفنون الصحفية على "إخوان أون لاين" على مدار عامين في تناول الأزمة، بينما اتفقت جميعها في تحميل الحكومة والمحليات بالمحافظات مسؤولية ما تتعرض له المدن من غرق شوارعها، حيث عرض الموقع تقريرًا منتصف ديسمبر عام 2010؛ رصد من خلاله الحوادث المرورية والإنسانية التي تسببت فيها الأمطار بالإسكندرية، يحمل عنوان "محليات الإسكندرية تفشل في مواجهة أول نوَّة جوية"، كما عرضت تحقيقًا في نفس العام بعنوان "العواصف في مصر.. سقوط حكومة الحزب الوطني مجددًا"، في إشارة لضرورة إسقاط الحزب الحاكم آنذاك، لتقاعسه عن توفير الجهود اللازمة لمواجهة كوارث العواصف الشتوية. وقبل عامين من الآن، في السابع من يناير 2011، عرض الموقع تقريرًا آخر عن المحافظة نفسها يحمل عنوان "سوء الأحوال الجوية يفضح المحليات بمحافظة الإسكندرية"، جاء فيه "كشف سوء الأحوال الجوية وهطول الأمطار الغزيرة التي تعرَّضت لها محافظة الإسكندرية، منذ فجر اليوم، عن مدى ضعف الأجهزة المحلية في مواجهة هذه الأزمات، رغم تكرارها في الفترة الأخيرة"، لتتعدد الكوارث والمسؤول واحد، وهو النظام الحاكم وحكومته، حسبما أوردت التقارير الصحفية لموقع "إخوان أون لاين".