لا عمل ولا صحة ولا أمل فى الحياة.. هكذا يعيش «عبدالله» ذو الجسد النحيل المصاب بالشلل النصفى، حيث حرمته ظروفه الصعبة وإعاقته من تحقيق أدنى آماله فى حياة كريمة، لتبدأ رحلته فى المعاناة مبكراً، وهو فى سن ال12 عاماً باحثاً عن لقمة حلال، وبمرور السنين أخذت مشكلاته تتضاعف، حيث أصبح مسئولاً عن أسرته، ومُطالباً بدفع 500 جنيه شهرياً إيجاراً لشقته. طرق «عبدالله يوسف»، 38 عاماً، أكثر من باب من أجل الحصول على وظيفة، فسعى فى وظائف ال5% بلا جدوى، وحاول استيفاء أوراق الحصول على كشك ولم يستطع، كما تودّد لكثير من أصحاب الأعمال الخاصة لتوظيفه، ولم يرضوا به، فاضطرته الحياة إلى مواجهة الصعاب والتغلّب على إعاقته بقيادة «توك توك». يوم «عبدالله» الشاق يبدأ فى الخامسة فجراً وينتهى فى السابعة مساءً، من أجل توفير 20 جنيهاً، يُنفقها على أبنائه ال6، ويعالج منها زوجته المصابة بمرض «الذئبة الحمراء» منذ عام 2011: «أنا باعافر علشان ولادى.. ذنبهم إيه يتظلموا زى حالاتى، والجمعيات حبالها طويلة على بال ما المريض يروح لها وتجيب له علبة دوا، يكون مات». يتحكم «عبدالله» فى ال«توك توك» الذى يعمل عليه فقط ولا يمتلكه، من خلال فرامل وبنزين موضوعة فى اليد، لتتناسب مع ظروفه الصحية، ويأخذ عن كل مشوار يقطعه جنيهاً ونصف الجنيه، سواء كان بعيداً أو قريباً، حيث يستمع طوال الرحلة إلى الحكايات المأساوية التى يقصها عليه المواطنون، ويشعر أن الظلم الواقع عليه يعانى منه آخرون.