طارد هذا الغموض النيابة العامة خلال تحقيقاتها في القضية التي يمتلك كافة خيوطها جهاز أمني عنيد عرف عنه قدرته الفائقة على تحديد دوائر الاتهام وطمسها، خاصة وأن ضباط هذا الجهاز -أمن الدولة المنحل- هم المتهمون في القضية. استمعت النيابة لشهادة نحو 25 ضابطاً من الجهاز في محافظتي الإسكندرية والقاهرة، من الذين كانوا مكلفين بمتابعة التحقيقات الخاصة بكنيسة القديسين، تلك القضية التي بسببها احتجز بلال في مبنى أمن الدولة باللبان ولقي مصرعه فيه جراء التعذيب. وأنهت النيابة تحقيقاتها بإحالة 5 ضباط أمن دولة للمحاكمة بعد أن اتهمتهم في الاشتراك في قتل بلال بالتعذيب، لكن الضباط المحالين للمحاكمة لم يكن منهم سوى ضابط واحد فقط وهو محبوس، ليتضمن قرار الإحالة أربعة ضباط هاربين. ولم تفلح مطالبة النيابة العامة وبعدها المحكمة لجهاز الأمن الوطني في إعطاء معلومات حول الضباط الهاربين، ولم تقم الداخلية بتنفيذ قرارات ضبطهم وإحضارهم للمحاكمة. ويقول محمد يكن وكيل مؤسسي حزب الأحرار الدستوريين والمحامي بالنقض: "إن النيابة لا تعرف إلا الأدلة المتاحة أمامها، وجهاز أمن الدولة في ذلك التوقيت لم يكن من الصعب عليه أن يمنح ضباطه كافة الوثائق والمستندات التي تثبت أن ضباطه غير متورطين في القضية". وعقب أشهر من قرار النيابة بإحالة المتهمين للمحاكمة قضت محكمة جنايات الإسكندرية في جلستها المنعقدة في شهر يونيو الماضي، بمعاقبة المتهم الأول محمد عبد الرحمن الشيمي وشهرته علاء زيدان، ضابط أمن الدولة المحبوس، بالسجن المشدد 15 عاماً، ومعاقبة كل من محمود عبد العليم محمود وحسام إبراهيم محمد وأسامة محمود عبد المنعم وأحمد مصطفى كامل ضباط أمن الدولة الهاربين بالسجن المؤبد. وفي ديسمبر الماضي، وافقت المحكمة على إعادة محاكمة أحد ضباط أمن الدولة الهاربين وهو محمود عبد العليم، ضابط أمن الدولة "قسم المفرقعات" والمحكوم عليه غيابياً بالمؤبد، حيث قضت المحكمة ببراءته من التهمة الموجهة إليه باشتراكه فى قتل السيد بلال، وذلك عقب تمكن محاميه من إثبات أنه خبير مفرقعات ولم يأتِ إلى الإسكندرية إلا لمعاينة مكان حادث تفجيرات القديسين. أخبار متعلقة شكوك حول "عجز متعمد" من جانب أجهزة الأمن عن الوصول لثلاثة ضباط محكوم عليهم بالسجن المؤبد بعد عامين على رحيله.. بلال في عيون الثوار في ذكراه الثانية.. سيد بلال وضحايا "القديسين".. "الدين لله والغموض للجميع" شقيق سيد بلال في ذكراه الثانية: أحكام البراءة أصابتنا بالصدمة واليأس "الدعوة السلفية".. موقف غامض واتهامات ببيع دماء "بلال" من أجل صفقات