حقق انفراد "الوطن" في حوارها مع هشام العشري مؤسس هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"، صدى واسعا في برامج "التوك شو"، نظرا لتطرقه لأمور غريبة على المجتمع المصري. جدير بالذكر أن العشري، أكد في انفراد "الوطن"، أن الهيئة ستجبر نساء الأقباط على الحجاب، وستُحرم "المساج" والخمور، كما أنها ستعمل على نشر منشورات وبيانات أمام الكنائس في كل مصر في الفترة المقبلة لدعوة المسيحيين إلى الإسلام، وأن تطبيق الشريعة الإسلامية سيكون من خلال وزارة الداخلية والأزهر الشريف، بعد أن يكون مِلكاً لهم. يعتبر برنامج "صباح أون" الذي يقدمه الإعلامي يوسف الحسيني، على قناة "أون تي في"، أولى البرامج التي علقت على حوار العشري لجريدة "الوطن"، حيث كان رد فعل الحسيني، مثيراً، فقد مزق الخبر على الهواء منتقداً تصريحات العشري، واعتذر لجريدة "الوطن"، قائلاً "ربنا يسامحه ويسامح الرئيس مرسي إنه خرج علينا الناس دي"، مضيفا "المصريون يتميزون منذ القدم بالتزامهم بتعاليم دينهم دون أوامر أو إرهاب من أحد.. نحن شعب لا نُضرب بالسياط كي نصلي ونقيم شعائرنا.. المرأة ترتدي الحجاب لأنها تريد ذلك وليست مجبرة عليه". ونفى العشري صلة الهيئة بحادث قطع أذن رجل قبطي في الصعيد، وحادث مقتل شاب بالسويس، وتساءل، خلال لقائه الأول ببرنامج "مانشيت" على قناة "أون تي في"، "لم نر من فعل ذلك، ولم يتم تصوير من قُطعت أذنه، فما علاقة هذا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يلصقه الإعلام بها؟". وفيما يخص تعامل الهيئة مع الأقباط في مصر، قال إن "العقيدة الإسلامية تعطي الآخرين حرية الاعتقاد، لكنني احترم القبطي المصري فهو ابن بلدي، وأخبره عن الإسلام حتى ندخل الجنة سويا، حتى لو لم أضمن أنا الجنة". كما نفى العشري انضمام الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل إلى الهيئة، مضيفا أنه "ليس له علاقة بنا سوى أنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، وهذه مسؤولية كل مسلم، فما بالنا بالدعاة والشيوخ؟"، مؤكدا أن "جمال صابر مقتنع بالفكرة، ولو افترضت أن أبوإسماعيل انضم، أين الجُرْم في هذا؟". وخلال الحلقة هاجم العشري الإعلامي يوسف الحسيني، مقدم برنامج "صباح أون"، وقال "أنا أختصم الحسيني عند الله، وكنت أتمنى أن يكون حديثه فيه شيء من الرجولة والمواجهة، لأنه قطع الورقة وسبني وقذفني وأساء إليَّ على الهواء"، ما جعل الصحفية منى مدكور تنسحب قائلة "أنا مش هشارك في برنامج وفيه زميل لي في المهنة يهان بهذه الطريقة". انتقل العشري، من برنامج "مانشيت" وانتقل إلى برنامج "آخر النهار" على قناة "النهار" مع الإعلامي محمود سعد، مؤكداً إن ما يؤسسه هو "ائتلاف" وليس "هيئة"، وأضاف أنه لم يجد هيئة في مصر للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأصبح ذلك أمرا مكروها للمسلمين في مصر، وحينما نزل الخبر في جريدة "الوطن" فزع الناس، لأنهم اعتقدوا أن الائتلاف سيأمرهم بالصلاة، مشيرا إلى أن دور الائتلاف هو تغيير الفكرة السيئة لدى الناس عما يسمى بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. ونفى أيضا ما تردد من أقاويل أن الائتلاف سيجبر النساء القبطيات على ارتداء الحجاب، مؤكدا أن "للمرأة أن ترتدي ما تشاء في منزلها، ولكن في الشارع لو ارتدت ملابس ضيقة، فهل هذا يطابق الشرع؟ ما أعرفه أن الشريعة تُلزم المرأة بزي معين في الطريق العام حتى لا تفتن الآخرين، لكن سأطالب الحكومة بكل واجباتها، وسأطالب الدولة بتطبيق واجبها في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإذا رفضت فليس لنا دخل.. لن ننزل للشارع". على الصعيد الرياضي شن الإعلامي مدحت شلبي هجوما عنيفا على هشام العشري، بسبب تصريحاته، عبر برنامجه "مساء الأنوار" على قناة "مودرن"، واصفاً تصريحات العشري بال "خزعبلات" التي تؤدى إلى انقسام الشعب، مُعاتباً "الوطن" بسبب استضافتها مثل هذه الشخصيات المجهولة. ومن ناحية أخرى، وصف الدكتور محمد سالم أبو عاصي، أحد علماء الأزهر الشريف، حديث هشام العشري حول عزمه تأسيس ائتلاف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بأنه "حديث بعيد عن المنهجية العلمية، ويحتوي على متناقضات"، مؤكدا أن من يريد أن يطبق حكما من أحكام الشريعة عليه أن يدرس النص الشرعي ويدرس الواقع المعاش وهذا لا يدركه إلا العالم فقط، وأشار العالم الأزهري إلى أن الحديث النبوي "من رأى منكم منكرا.." فسّره العلماء بأن يكون التغيير بيد السلطة، فالدولة تغير بشروطها ومواصفاتها ولا يجوز لأحد أن يكون هيئة أو ائتلافا ليأمر بالمعروف وينهي عن المنكر". وأخيراً اختتم العشري لقاءه ببرنامج "البلد اليوم" على قناة "صدى البلد" مع الإعلامية رولا خرسا، والتي قدم العشري اعتذاره لشيخ الأزهر خلاله على الهواء مباشرة بعد ما بدر منه في حق الشيخ الطيب خلال حواره مع "الوطن"، وقال فيه إنه طبقا للدستور الجديد لا يمكن عزله وقال "طيب شيخ الأزهر ده هيفضل قاعد بقي يا إما يصلح الأمور يا إما ربنا ياخده ونرتاح منه"، مشيرا إلى أنه قال هذه الجملة بالفعل وكرر اعتذاره الشديد عنها، وقال "ربنا يديله الصحة ونتمني أن يتولى إن شاء الله راية الإسلام ونشر الدعوة وتثقيف الشعب وتعليم الدين"، وأضاف "بغض النظر عن رأيي فيه فإن الجملة التي قلتها لا تصح وإن كانت اقتطعت من سياقها في الحوار".