وجه قمحي يحمل عينان امتازتا بالدهاء والغموض، تُعبر عن شخصية لطالما ارتبطت بالهيبة والشموخ والذكاء، ما مكنه من الجلوس على كرسي عرش مصر، على مدى 3 عقود، حتى خلعه الشعب بثورة شعبية. هذا الوجه الجامد الذي عُرف به الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، على مدى 30 عامًا في حكم مصر، سبقهم أكثر من 6 سنوات في منصب نائب الرئيس الراحل السادات، كان لديه عدد من المواقف الفكاهية، خلال بعض خطاباته، كشفت عن الجانب الخفي من شخصيته. "خليهم يتسلوا".. تلك الجملة الأشهر في سجل "مبارك"، والتي قالها عندما سأله نواب الحزب الوطني المنحل، خلال الجلسة الافتتاحية لمجلس شعب 2010، عن البرلمان الموازي الذي شكلته قوى المعارضة، من نواب سابقين ومرشحين تم إسقاطهم خلال الانتخابات التي جرت في خريف نفس العام، رد وهو يضحك ضحكة المستخف، "خليهم يتسلوا". وعقب ثورة 25 يناير، ظهرت مجموعة من الفيديوهات عبر موقع "يوتيوب" للرئيس الأسبق، وكان بينها مقطع فيديو وهو يحكي عن موقف كوميدي حدث أثناء توجيه ضربة جوية للعدو الصهيوني في حرب أكتوبر 73. الفيديو يظهر مبارك في أحد الاحتفالات الخاصة ب6 أكتوبر، وهو يروي إحدى الوقائع التي حدثت في الحرب، وكيف تم التخطيط لها مع الاعتماد على عنصر المفاجأة والتمويه، مبينًا أن أحد أفراد القوات الجوية تفاجأ من إقلاع الطائرات المصرية فذهب إليه لينبهه، وهو ما جعل جميع من في قاعة الحفل يضحكون. ومن بين المواقف الكوميدية لمبارك، تلك الواقعة التي كانت خلال المؤتمر السنوي السادس للحزب الوطني المنحل، حينما وقف أحد أعضاء الحزب قبل خطاب الرئيس الأسبق مهللًا بكلمات كثيرة، ليرد عليه الرئيس، "يا أخي وجعت زورك، لو كنت استنيت شوية كنت هتعرف كل حاجة"، وتابع: "أشرب كوباية ميه بقى". وفي نفس الخطاب، قال مبارك: "خلال مؤتمرنا السنوي العام الماضي أطلقنا الدعوة لتخصيص المقاعد الإضافية للمرأة في البرلمان"، ما جعل الحاضرين يصفقون، ولكن بصورة ضعيفة، ليرد عليهم بحس فكاهي: "إيه زعلانين ولا إيه.. المرأة نص المجتمع يا أخوانا". وشهد هذا المؤتمر أيضًا، الذي عقد في 31 أكتوبر 2009، واحدة من أشهر جُمل الرئيس مبارك، وهي "يا راجل كبر مخك". وفي 6 مارس 2010، أجرى الرئيس حسني مبارك عملية استئصال الحوصلة المرارية بمستشفى هايدلبرج الجامعي في ألمانيا، وكان التليفزيون المصري بث تسجيلًا له ظهر فيه بالصورة فقط جالسًا مع الفريق الطبي المعالج له بالمستشفى الألماني. وأجرى الرئيس الأسبق عددًا من المكالمات الهاتفية بعدد من المسؤولين للاطمئنان على أحوال الدولة، وكانت أبرزها مكالمته مع الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء، والتي قال فيها "سأعود نهاية الأسبوع، لأن العملية كانت علقة سخنة". آخر دعابات مبارك، حدثت مع أحد قضاة التحقيق، خلال استجوابه بسجن طرة في عهد الإخوان، وكشفها كريم حسين، مؤسس "أسف يا ريس"، لافتًا إلى أن مبارك قال للمحقق مداعبًا: "أيوا، أنا عندي 11 مليار، خدوا 10 وسيبولي مليار أعيش منه"، فرد المحقق: "في أي بنك؟"، فقال له مبارك: "البنك الأهلي"، فسأله عن الفرع فقال له مبارك: "فرع المريخ".