سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«مهند» بين الحياةوالموت بعدالهجوم عليه فى ميدان التحرير الأم: «طلبنا منه يبعد عن التحرير بعد الثورة ما اتسرقت من الشباب».. زملاؤه: الضحية شارك فى عيد ميلاد «جيكا».. والرصاصة أصابته من مسافة مترين
«هو مقصود.. اللى عملوا كده نزلوا من العربية عشان يقتلوه».. هكذا بدأت والدة الشاب مهند سمير، 22 سنة، الذى أخلى سبيله فى قضية أحداث مجلس الوزراء، ويرقد الآن فى حالة حرجة بغرفة العناية المركزة بمستشفى أحمد ماهر التعليمى إثر إصابته بطلق خرطوش بالرأس بميدان التحرير بعد إطلاق نار بشكل عشوائى من قبل مجهولين. وأضافت الأم أنها طالما ألحت عليه أن يبتعد عن ميدان التحرير بعد أن سُرقت الثورة -على حد تعبيرها- وقالت: «هو كان نازل التحرير عشان يجيب حق اللى راحوا، والخرطوش انتشر فى المخ وحالته حرجة جداً.. أنا شفته ويا ريتنى ما شفته، بس أكيد هو هيروح عند ربنا أحسن من الكل»، وجلست على أحد المقاعد وهى تتمتم بعبارات غير مفهومة، بجوار أقاربها وجيرانها الذين أفجعتهم الصدمة وحضروا إلى المستشفى. تابعت خالة مهند الحديث قائلة: «مهند مقصود عشان هو الشاهد الرئيسى على مقتل الناشط رامى الشرقاوى». وأوضحت أنه ظل محبوسا 11 شهرا على ذمة قضية اشتراكه فى حرق المجمع العلمى ثم أُخلى سبيله منذ شهرين، وأن الأسرة أرسلت مهند إلى العيش مع أحد أصدقائه بمدينة العاشر من رمضان حتى يبتعد عن ميدان التحرير، وطالما ألحوا عليه بعدم النزول ثانية، واختتمت حديثها بالمطالبة بالكشف عن مرتكبى الواقعة، وما قبلها من الوقائع أمثال «جيكا والحسينى أبوضيف»، وظلت جدته تردد عبارة «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى عمل كده». وفى طرقات المستشفى، جلس أصدقاء «مهند» خارج الغرفة التى يرقد بها، تعلو وجوههم علامات الحزن ويعتصر الألم قلوبهم، وتحتبس أنفاسهم كلما رأوا أيا من زملائهم خارجاً من الممر المؤدى إلى غرفة العناية المركزة، فقد يحمل لهم أنباءً سيئة. تحدث إلينا إسلام نور الدين، 30 سنة، ناشط سياسى صديق المجنى عليه، وروى لنا تفاصيل الليلة المروعة، وأوضح أنه فى حوالى الخامسة والنصف من صباح الاثنين، فوجئوا بسيارة «دودج» نبيتى مطموسة اللوحات، آتية من اتجاه شارع طلعت حرب، ترجل منها شخصان، وبدآ فى الحديث مع بعض الباعة الجائلين الموجودين بميدان التحرير، وبعد دقائق ترجل شخصان آخران من نفس السيارة ويحملان بندقية خرطوش وطبنجة وبدأ ال4 أشخاص بإطلاق النار بشكل عشوائى على الموجودين، ورأيت «مهند» يخرج من الخيمة مفزوعاً من إطلاق النار، واقترب أحد الأشخاص منه، وأطلق عياراً نارياً من مسافة تقل عن مترين، وسقط «مهند» غارقاً فى دمائه، ثم فروا هاربين، وأضاف أنهم حملوا المجنى عليه إلى المستشفى لعلاجه، ولم يبالوا بالسيارة أو يحاولوا ملاحقتها، مؤكداً أن فوارغ الطلقات تُشير إلى كونها طلقات أميرية. «إحنا بنضيع منكم واحد ورا التانى ومش هتلاقوا حد يجيب حقكم.. الورد بيتقطف ومش فاضل غير الشوك».. هكذا تحدث الناشط وائل أبوالليل، الذى جلس على أحد المقاعد بجوار باب المستشفى يرتدى «تى شيرت» أسود طُبعت عليه صورة للشهيد «جيكا». وتابع حديثه والدموع تنهمر من عينيه قائلا إن «مهند» شاب خلوق ومؤدب وثائر حر، وإنه كان موجوداً بصحبته قبل وقوع الحادث بفترة، قبل أن يتوجه إلى منزله ويعلم خبر إصابته من مواقع التواصل الاجتماعى. واتهم «أبوالليل» القوى الثورية بالمشاركة فى الوقائع التى حدثت لأنها تركت المعتصمين بالميدان دون غطاء سياسى. وأضاف أحد أصدقاء «مهند»، ويُدعى الكابتن عصام، أحد مؤسسى المركز القومى للجان الشعبية بميدان التحرير، أن المجنى عليه كان ثائراً، وكان مقصوداً بالإصابة، فحين يهتف بالميدان يلتف حوله الموجودون ويهتفون معه، إضافة لكونه متحمسا، وحمَّل جماعة الإخوان المسلمين مسئولية ما حدث، وقالت «أمنية»، صديقة المجنى عليه، إنها تلقت اتصالا تليفونيا وعلمت بإصابة المجنى عليه، إلا أنها لم تبالِ ظناً منها أنها مزحة، إلا أنها فوجئت بوالدتها تؤكد لها الخبر. وقال صموئيل صبحى، 35 سنة، ناشط سياسى، إنه فوجئ بإصابة «مهند» من مواقع التواصل الاجتماعى، وأشار إلى أنه تقابل معه للمرة الأخيرة فى الاحتفال بعيد ميلاد الشهيد «جيكا» منذ أيام بميدان التحرير.